[ 18 ] فإننا نقول: المراد: أنه إنما قدمها مستوطنا لها بعد الخندق، أما قبل ذلك، فلعله قدمها للقاء رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أو لبعض حاجاته، فصادف كتابة هذا الكتاب، فشهد عليه، ثم عاد إلى بلاده. وثمة رواية أخرى تشير إلى حضوره (1). فلتراجع. د: أضف إلى ذلك: أن وصف بلال بأنه مولى أبي بكر، قد يكون من تزيد الرواة أيضا، إذ قد ذكرنا في ما سبق من هذا الكتاب: أن بلالا لم يكن مولى لابي بكر. وأخيرا فإن مما يدل على أن الرواة والكتاب قد زادوا شيئا من عند انفسهم: إضافة عبارة: (رضي الله عنهم) إلى الشهود، إذ لا شك في أن ذلك قد حصل بعد كتابة ذلك الكتاب، بل ويحتمل ان يكون الشهود جميعا قد اضيفوا بعد ذلك، وإن كان هذا إحتمالا بعيدا جدا. حديث الحرية بطريقة اخرى: وقد جاء في بعض الروايات، أن الرق قد شغل سلمان حتى فاته بدر وأحد، حتى قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): كاتب يا سلمان، فكاتب سيده على ثلاث مئة نخلة (وقيل: على مئة وستين فسيلة، وقيل: خمس مئة وقيل: مئة فقط) يحييها له، وأربعين أوقية من ذهب. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أعينوا أخاكم بالنخل. فأعانه أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالخمس والعشر حتى اجتمعت عنده، فأمره (ص) أن يفقر لها، ولا يضع منها شيئا حتى يكون ________________________________________ (1) راجع البحار ج 22 ص 358 وإكمال الدين ج 1 ص 164 - 165 وروضة الواعظين ص 276 - 178 والدرجات الرفيعة ص 203 عن إكمال الدين، ونفس الرحمان ص 6 و 22 عن الحسين بن حمدان وص 5 وصححها عن إكمال الدين، وعن الراوندي في قصص الانبياء، وعن روضة الواعظين، وعن الدر النظيم. (*) ________________________________________