[ 17 ] فاننا وان كنا لا نستبعد وقوعها... ولكن قولهم: ان آية: (إذ هم قوم أن يبسطوا اليكم أيديهم) الخ (1) قد نزلت في هذه المناسبة. لا يصح. وذلك: أولا: انه إذا كان المراد: أن الاية قد نزلت مباشرة حين وقوع قضية دعثور، كما هو ظاهر التفريع بالفاء. فيرد عليه أن الاية في سورة المائدة، وهي قد نزلت في أواخر حياته (ص) مرة واحدة. وغزوة ذي أمر كانت - كما يقولون - في أوائل السنة الثالثة للهجرة. ومن غير المعقول: أن يحتفظ (ص) بآيات تبقى معلقة في الهواء - الى عدة سنوات -، ثم يجعلها في سورة نزلت حديثا. وثانيا: ان الاية تذكر: 1 - أن (قوما) قد هموا بأن يبسطوا أيديهم الى المسلمين، ودعثور شخص واحد، ولم نعهد اطلاق كلمة (قوم) على الواحد. وقول البعض: ان قوله تعالى (لا يسخر قوم من قوم)، يشمل سخرية فرد من فرد. لا يصح، لانه انما يشمله بالملاك، لا باظهور اللفظي، والاية التي نحن بصددها انما هي اخبار عن حادث وقع، وليس فيها شمول ملاكي، كما هو ظاهر. الا أن يقال: ان نسبة ذلك الى القوم باعتبار رضاهم بفعل دعثور هذا وهو كما ترى. 2 - ومن جهة أخرى فانها قد عبرت عن النبي (ص) بضمير الجمع، ولم نعهد التعبير عن الرجل الواحد بضمير الجمع الا في مقام التعظيم، ________________________________________ (1) سورة المائدة الاية رقم: 11. (*) ________________________________________