[ 14 ] الغلام يسارا، حيث رآه يصلي. وقد رأينا في الحديث أن الامام السجاد (عليه السلام) كان يعتق مواليه بعد أن يذكرهم بذنوبهم (1). كما أنه قد أعتق غلاما له، لانه أكل كسرة خبز كان قد أعطاه اياها، حين وجدها ملقاة (2). ورأينا أيضا ان الامام الحسن (ع) رأى غلاما يطعم كلبا، فأشتراه من سيده، وأعتقه (3). وعن أبي البلاد، قال: قرأت عتق أبي عبد الله (عليه السلام): هذا ما أعتق جعفر بن محمد، أعتق فلانا غلامه لوجه الله، لا يريد منه جزاء ولا شكورا، على أن يقيم الصلاة، ويؤدي الزكاة، ويحج البيت، ويصوم شهر رمضان، ويتولى أولياء الله، ويتبرأ من أعداء الله. شهد فلان، وفلان، وفلان (4). ولعل سر عتقهم (ع) لهم في هذه المناسبات، ولا سيما في مناسبة الصلاة يعود الى: أن العتق في مناسبة كهذه يهدف الى ربطهم بالصلاة، ودفعهم الى الالتزام بها، ولا سيما حينما تطرح كقضية حاسمة في أسعد لحظات حياتهم، اللحظات التي ينالون فيها حريتهم، التي هي في الحقيقة عنوان هويتهم ووجودهم. وهذا ما سوف يدفعهم لاكتشاف واقع وحقيقة الصلاة، ثم التفاعل معها بشكل جدي وعميق، ولتكون من ثم سببا في تكاملهم الانساني، وسعيهم الى الالتزام بسائر التعاليم الاخلاقية والانسانية الاسلامية. ________________________________________ (1) البحار ج 46 ص 103، واقبال الاعمال. (2) تاريخ جرجان ص 418. (3) البحار ج 44 ص 194، ومناقب آل أبي طالب ج 4 ص 75. (4) مستدرك سفينة البحار ج 7 ص 78، والبحار ج 47 ص 44. (*) ________________________________________