[ 348 ] أيضا فليراجع (1). 4 - لماذا المهاجرون فقط: ويلاحظ: أنه " صلى الله عليه وآله " كان قبل بدر لا يخرج في غزواته، ولا يرسل في سراياه إلا المهاجرين. وهنا يرد سؤال: لماذا يتعمد النبي الأعظم " صلى الله عليه وآله " ذلك ؟ وما هي الحكمة فيه ؟ !. لربما يقال في مقام الاجابة على ذلك: إنه (ص) يريد أن يفهم الأنصار: أنه مصمم على الوصول إلى أهدافه، ولو لم يعاونوه ؟ فلا يجب أن يظنوا: أنه يريد أن يجعلهم وسيلة لمأربه وغاياته، مع احتفاظه بأصحابه المهاجرين، الأمر الذي يوئد عند الأنصار الشعور بالمظلومية والغبن. ولكننا نرى أنه لابد من نظرة أعمق إلى هذا الأمر، وذلك يحتم علينا أن لا نقنع بهذه الاجابة، ولذا فنحن نجمل ملاحظاتنا هنا على النحو التالي: ألف: على الأنصار نمره (ص) في دارهم: إنه يبدو أن الأنصار كانوا يرون: أن عليهم نصر النبي " صلى الله عليه وآله وسلم، في دارهم، إن دهمه أمر، فيمنعونه مما يمنعون منه أنفسهم. أما إذا كان هو نفسه المهاجم لغيره، أو كانت الحرب في غير بلدهم، فلا نصرة له عليهم. وذلك هو ظاهر ما تم الاتفاق عليه في بيعة العقبة، كما تقدم. ________________________________________ (1) راجع: تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 182 و 183 وشرح النهج للمعتزلي ج 1 ص 23 والفتوح لابن اكتم ج 3 ص 45 و 135 وأنساب الأشراف بتحقيق المحمودي ج 2 ص 262 و 240 و 302 و 331 و 479. (*) ________________________________________