[ 323 ] وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب، إن الله قوي عزيز " (1). والا فإن دينا يتخذ الخيانة ديدنا، وتجاهل مصالح الأجيال طريقة، ويكون فيه هذا الخلل الكبير في تشريعاته، لن يكون المجتمع والانسانية بحاجة إليه، ولا معنى للتضحية في سبيله والحفاظ عليه، ولا للعمل من أجل رفع شانه، وإعلاء كلمته. ومن هنا، فقد كان الجهاد بابا من أبواب الجنة، فتحه الله لخاصة أوليائه، وهو لباص التقوى، ودرع الله الحصينة، وجنته الوثيقة... إلى آخر كلام أمير المؤمينن " عليه السلام " (2). هذا كله من وجهة نظر فكرية. أما حقيقة ما جرى تاريخيا في عهد الرسول الأعظم " صلى الله عليه وآله وسلم " فستأتي الاشارة إليه، وسيتم التعرف من خلال البحث والتمحيص عليه، إن شاء الله تعالى. ب: لقد كان لابد للمسلمين من الاستفادة من حق الدفاع عن النفس في مقابل المكيين، الذين كانوا يفتنون المسلمين عن دينهم، ويصدون عن سبيل الله، ومن حق كل أحد: أن يقاتل من أجل أن يمتلك حرية الرأي، والفكر، والعقيدة، وحرية الدعوة إلى الله، ولا سيما حين يكون الطرف الآخر مصرا على استعمال العنف، وليس المنطق والحجة ضده، وضد ما يدعو إليه. فالاسلام لا يريد أن يجبر أحدا على الدخول فيه، وإنما يريد أن يحصل على الحرية في الرأي وفي الاعتقاد، وفي الموقف. وحتى حين ينتصر على أعدائه، فإنه يضع أمام من ينتصر عليهم عدة خيارات، ليس ________________________________________ (1) الحديد: 25. (2) راجع: خطبة الجهاد في نهج البلاغة ج 1 ص 63 - شرح محمد عبده. (*) ________________________________________