[ 25 ] بحزنه وخوفه ورعبه، فبدل أن يخفف عن النبي " صلى الله عليه وآله وسلم "، ويشد من أزره، يحتاج إلى أن يخفف نفس النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " عنه، ويسيله ! ! أو على الاقل لم يكن له أي أثر في الدفاع عن الرسول، والتخفيف من المشقات التي يتحملها، إلا أنه قد زاد العدد، وصار العدد بوجوده اثنين. 4 - اما جعله صاحبا للنبي " صلى الله عليه وآله وسلم "، فهو أيضا لا فضيلة فيه، لان الصحبة لا تدل على أكثر من المرافقة والاجتماع في مكان واحد، وهو قد يكون بين العالم وغيره، والكبير والصغير، وبين المؤمن وغيره، قال تعالى: إوما صاحبكم بمجنون * (1)، وقال: إقال له صاحبه، رهو يحاوره: أكفرت بالذي خلقك ؟ " (2). فالصحبة من حيث هي لافضل فيها. 5 - اما قوله تعالى: إإن الله معنا " ؟ فقد جاء على سبيل التسلية لابي بكر ؟ ليذهب حزنه، ويذكره بأن الله تعالى سوف يحفظهم عن أعين المشركين، وليس في ذلك فضيلة له، بل فيه اخبار بأن الله ينجيهم من أيدي اعدائهم، ولسوف ينجى الله أبا بكر مقدمة لنجاة نبيه. وهذا نظير ما اشارت إليه الآية الكريمة التي تقول إوما كان الله ليعذبهم وانت فيهم " إذن، فنجاة المشركين من العذاب لاجل النبي، أو لاجل وجود مؤمن مقيم فيما بينهم لا يوجب فضلا للمشركين. 6 - إن هذا الحزن قد صدر منه ؟ كما يقول المؤرخون - بعد ما رأى من الايات الباهرة والمعجزات الظاهرة، التي توجب اليقين بأن الله يرذ عن نبيه، ويحفظه من اعدائه. فهو قد فرف بخروجه من بين القوم، وهم لا يرونه، ورأى نسج العنكبوت على باب الغار، ورأى الحمامة تبيض ________________________________________ (1) التكوير الاية / 22. (2) الكهف الاية / 34. (*) ________________________________________