[ 17 ] واما انصرافهم عنه، بعد ظهور الامر، فهو إما خوفا منه، بعد أن رأوا ما فعله بخالد، واما من أجل توفير الفرصة للبحث عن غريمهم الاصلي والاهم بالنسبة إليهم. بقي هنا سؤال: وهو أنه إذا كان علي عليه السلام " يعلم بأن حديث الدار يدل على أنه " عليه السلام " لن يقتل في هذه الحادثة، بل هو سوف يعيش إلى ما بعد الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم " ليكون وصيه وخليفته من بعده، فلا تبقى له فضيلة في مبيته على فراش النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " ليلة الهجرة. والجواب: أولا: إن ذلك لا يمنع من حصول البداء في هذا الامر حسبما أشرنا إليه في أوائل هذا الكتاب. ثانيا: إن ذلك لا يمنع من تعرضه " عليه السلام " للجراح وقطع الاعضاء والاسر والتعذيب البالغ. وهو أمر يتجنبه ويخشاه الناس وسيأتي بعد صفحات ما يؤيد الجواب الاول وأنه " عليه السلام " قد كان موطنا نفسه على القتل والاسر ومعنى ذلك هو أنه كان لا يقطع بالبقاء إلى ما بعد وفاة النبي " صلى الله عليه وآله وسلم "، لاجل امكانية حصول البداء في هذا الامر لما قلنا. قريش والمبيت: ويقول البعض أيضا: " إن هذا الذي كان من علي ليلة الهجرة في تحديه لقريش هذا التحدي السافر، وفي استخفافه بها، وقيامه بينها ثلاثة أيام يغدو ويروح إن ذلك لا تنساه قريش لعلي أبدا. ولولا أنها وجدت في قتله يومئذ إثارة فتنة تمزق وحدتها، وتشتت ________________________________________