[ 56 ] وروى أبو امامة قال: قيل: يا رسول الله ما كان بدء أمرك ؟ قال: (دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأت امي أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام) (1). ومن ذلك: ما رواه الاستاذ أبو سعد الواعظ الزاهد الخركوشي (2) بإسناده عن مخزوم بن أبي المخزومي، عن أبيه وقد أتت عليه مائة وخمسون سنة قال: لما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ارتجس (3) أيوان كسرى فسقطت منه أربع عشرة شرفة، وخمدت نيران فارس ولم تخمد قبل ذلك بألف عام، وغاضت بحيرة ساوة، ورأى المؤبذان (4) أن إبلا صعابا تقود خيلا عرابا قد قطعت دجلة فانتشرت في بلادها. = ________________________________________ النبوة للبيهقي 1: 8 2 و 83، والكامل في التاريخ 1: 458 (1) مسند الطيالسي: 155 / 11 40، الطبقات الكبرى 1: 102، مسند أحمد 5: 262، تاريخ الطبري 2: 165، دلائل النبوة للبيهقي 1: 84. (2) الخركوشي: هو أبو سعد عبد الملك بن محمد النيشابوري الحافظ الواعظ صاحب كتاب (شرف المصطفى). قال عنه السمعاني في الانساب: الخركوشي بفتح الخاء المعجمة وسكون الراء وضم الكاف وفي آخرها الشين، هذه النسبة إلى خركوش وهي سكة بنيسابور كبيرة كان بها جماعة من المشاهير مثل أبي سعد عبد الملك بن أبي عثمان محمد بن إبراهيم الخركوشي، الزاهد الواعظ، أحد المشهورين باعمال البر والخير، وكان عالما زاهد فاضلا، رحل إلى العراق والحجاز وديار مصر، وأدرك العلماء والشيوخ، وصنف التصانيف المفيدة - إلى أن قال -: وجاور حرم الله مكة، ثم عاد إلى وطنه نيشابور، ولزم منزله، وبذل النفس والمال للمستورين من الغرباء والفقراء المنقطعين منهم، وبنى دارا للمرض بعد أن خربت الدور القديمة لهم، ووكل جماعة ص أصحابه لتمريضهم وحمل مياههم، وكانت وفاته في سنة 406 ه‍ بنيشابور. انظر: الكنى والألقاب 2: 1 83، الانساب 5: 9 3. (3) ارتجس: اضطرب وتحرك حركة سمع لها صوت (لسان العرب 6: 95). (4) المؤبذان (بضم الميم وفتح الباء): فقيه الفرس وحاكم المجوس (القاموس المحيط 1: 360). (*) ________________________________________