[ 9 ] أمره، توجه إلى أخذ بلاد الشام، وجاء منها إلى حلب، ونزل بظاهر حلب، واضطرب والي حلب من ذلك، فطلب أهل حلب إلى ميدان العراق، وأظهر لهم المودة والملاءمة، وبكى بكاء شديدا، ورغبهم في حرب صلاح الدين، فعاهده جميعهم في ذلك، وشرط عليه الروافض أمورا، منها: إعادة حي على خير العمل في الآذان، ومنها: أن يفوض عقودهم وأنكحتهم إلى الشريف الطاهر أبي المكارم حمزة بن زهرة الحسيني الذي كان مقتدى شيعة حلب. فقبل ذلك الوالي جميع تلك الشروط (1) انتهى. وانت خبير بأن ولادة السيد بعد هذا التاريخ بأربع سنين، وقد نقل في الرياض تاريخ الولادة والوفاة عن كتاب نظام الاقوال للفاضل نظام الدين التفريشي، ثم نقل ترجمة السيد عن الامل (2)، إلى أن نقل عن القاضي ما ________________________________________ طاهر بن أبي المكارم حمزة بن زاهر، والظاهر ان هذا أيضا خطأ فإن في سنة 570 منتهى زعامة أبي المكارم ابن زهرة وعظمته، فكيف يطلبون أن تكون أنكحتهم إلى أبي طاهر في حياة أبيه أبي المكارم ؟ ! فالظاهر إن كلمة (أبي طاهر بن) زائدة كها ان زاهر مصحف زهرة، وتاريخ ابن كثير كثير الخطأ المطبعي، وان الاصل الصحيح هكذا: إلى الشريف الطاهر أبي المكارم فكلمة أبي وابن قبل الطاهر ربعده زائدة، ليس لايى المكارم ابن يكنى أبا طاهر، وقد وقع لاهل حلب نظير ذلك من قبل، أي: في عام 552، حيث اشتد المرض بالملك العادل نور الدين فاستخلف أخاه نصرة الدين وأوصاه أن يقيم بحلب، وأسد الدين شيركوه في دمثق، فتوجه نصرة الدين إلى حلب، واغلق والي القلعة الابواب في وجهه كما في ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي، قال في صفحة: 349. فثارت أجداث حلب وقالوا. هذا صاحبنا وملكنا بعد أخيه، وزحفوا في السلاح إلى باب البلد فكسروا أغلاقه ودخل نمرة الدين واصحابه... واقترحوا على نصرة الدين اقتراحات من جملتها. إعادة رسمهم في التأذن بحي على خير العمل محمد وعلي خير البثر، فأجابهم إلى ما رغبوا فيه واحسن القول لهم والوعد.... آقا بزرك الطهراني. (1) البداية والنهاية 6: 289، مجالس المؤمنين 1: 507. (2) أمل الامل 2: 105 / 293. (*) ________________________________________