[ 468 ] الأضغان، ويستصلح الرأي الفاسد وتستثار الهمم الجوامد، لكنه عسر المطلب، خطر المركب، لافتقاره إلى أمور غريزية، واخرى كسبية، وهي شديدة الامتناع، بعيدة الاجتماع، فالمعتذر عن التعرض له معذور، والمعترف بالقصور عنه مشكور، وقد كنت زمن الحداثة أتعرض لشئ منه ليس بالمرضي، فكتبت أبياتا " إلى والدي رحمه الله أثني فيها على نفسي بجهل الصبوة، وهي: ليهنك أني كل يوم إلى العلى أقدم رجلا " لن تزل به النعل وغير بعيد أن تراني مقدما " على الناس حتى قيل: ليس له مثل تطاوعني بكر المعاني وعونها وتقتادني حتى كأني لها بعل ويشهد لي بالفضل كل مبرز ولا فاضل إلا ولي فوقه فضل فكتب رحمه الله فوق هذه الأبيات ما صورته: لئن أحسنت في شعرك لقد أسأت في حق نفسك، أما علمت أن الشعر صناعة من خلع العفة، ولبس الحرفة، والشاعر ملعون وإن أصاب، ومنقوص وإن أتى بالشئ العجاب، وكأني بك قد أوهمك الشيطان بفضيلة الشعر، فجعلت تنفق ما تلفق بين جماعة لم يعرفوا لك فضيلة غيره، فسموك به، وقد كان ذلك وصمة عليك آخر الدهر. أما تسمع: ولست أرضى أن يقال شاعر تبا " لها من عدد الفضائل. فوقف خاطري عند ذلك حتى كأني لم أقرع له بابا "، ولم أرفع له حجابا "، وأكد ذلك عندي ما رويته بإسناد متصل أن رسول الله صلى إلله عليه وآله دخل المسجد وبه رجل قد أطاف به جماعة، فقال: ما هذا ؟ قالوا: علامة. فقال: ما العلامة ؟ ________________________________________