[ 79 ] كان له عقل كان له دين. وأما الكبرى فلأن الدين كما عرفت عبارة عن الصراط المستقيم وهو طريق الجنة، فمن سلكه كان لا محالة غايته دخول الجنة ولأن سالكه استحق دخولها ومحال على فضل الله وإحسانه أن يمنعه من دخولها مع الاستحقاق، ويلزم من مفهوم الشرط أن من كان جاهلا لا دين له ولا يدخل الجنة ولكن لا بد من القول بأن هذا المفهوم غير معتبر لأن الجاهل قد يكون له دين وإن كان ضعيفا وقد يدخل الجنة بالتفضل، أو القول بأن المراد بدخول العاقل الدخول بلا تعذيب بعذاب يوم القيامة أو بلا حساب لأن العاقل يؤدي حسابه في دار الدنيا ويلزم أيضا من قاعدة انتفاء الملزوم عند انتفاء اللازم أن لا يكون أحد من فرق الكفار والمخالفين عاقلا، وأن لا يكون ما فيهم من قوة التصرف والتفكر والتدبير عقلا وقد مر أنها شيطنة ونكراء. * الأصل: 7 - " عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إنما يداق الله العباد الحساب يوم القيامة على قدر ما آتاهم من العقول في الدنيا ". * الشرح: (عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد) ثقة (عن الحسن بن علي بن يقطين) ثقة فقيه متكلم (عن محمد بن سنان) ثقة عند المفيد ضعيف عند الشيخ الطوسي والنجاشي وابن الغضايري، ممدوح بمدح عظيم عند الكشي ولأجل ذلك قال العلامة والوجه عندي التوقف فيما يرويه (عن أبي الجارود) اسمه زياد بن المنذر زيدي أعمى مذموم بذم عظيم (عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إنما يداق الله العباد في الحساب) المداقة مفاعلة من الدقة يعني أن مناقشتهم في الحساب وأخذهم على جليله ودقيقه (يوم القيامة على قدر ما آتاهم من العقول في الدنيا) للعقل مراتب متفاوتة في القوة والضعف والكمال والنقصان المرتبة العليا للأنبياء والأوصياء والمرتبة السفلى لمن يتميز به عن ساير الحيوانات الخارجة عن رتبة التكليف والمتوسطات على كثرتها متوسطات والمداقة في الحساب بحسب تلك المراتب فحساب من في الدرجة الثانية أشق وأدق من حساب من الدرجة الاولى وأخف من حساب من في الدرجة الثالثة هكذا وذلك لأن الحساب على حسب التكاليف والتكاليف متفاوتة على حسب تفاوت العقول إذ الأقوى عقلا أشد تكليفا من الأضعف هذا، وقال سيد الحكماء الالهيين (1): " إنما يداف الله العباد " بالدال المهملة والفاء المشددة ويروى بالذال المعجمة. وفي بعض النسخ " يدا في " بإبدال إحدى الفائين ياء يقال: دف عليه دفيفا أي وفد وقدم، ________________________________________ 1 - يعني السيد محمد باقر الداماد - رحمه الله -. (*) ________________________________________