[ 31 ] مع الملائكة المقربين، ويسير في عالم القدس مع الروحانيين، فيا عجبا من انحصار الكمال في هذا العصر في قول الزور والميل إلى دار الغرور ! * الأصل: 5 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " العلماء امناء، والأتقياء حصون، والأوصياء سادة ". وفي رواية اخرى: " العلماء منار، والأتقياء حصون، والأوصياء سادة ". * الشرح: (محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن إسماعيل بن جابر) الجعفي الكوفي، قال العلامة: هو ثقة ممدوح، وحديثه أعتمد عليه. (عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: العلماء امناء) الأمين هو المعتمد عليه الموثوق به فيما فوض أمره إليه، والعلماء امناء الله في بلاده وعباده وكتابه ودينه وحلاله وحرامه وناسخه ومنسوخه ورخصه وعزائمه وعامه وخاصه ومحكمه ومتشابهه ومجمله ومفصله ومطلقه ومقيده وعبره وأمثاله، لكونهم حملة لكتابه وخزنة لأسراره وحفظة لأحكامه، منحهم الله تعالى ذلك وأعطاهم هذه المنزلة الشريفة التي هي الخلافة العظمى والرياسة الكبرى ليجذبوا العقول الناقصة من تيه الضلال إلى جناب حضرته ويخلصوا الخلائق عما التفتوا إليه من اتباع الشهوات الباطلة واقتناء اللذات الزائلة ويبعثوهم على أداء ما خلقوا لأجله بالتنبيه على عظمة نعم الله عليهم وكثرة إحسانه إليهم وترغيبهم فيما عند الله مما أعده لأوليائه وتحذيرهم عما أعد لأعدائه. وفي تعريف المبتدأ باللام دلالة على الحصر مثل قولنا: " الأمير زيد " عند قصد حصر الإشارة فيه، فمن حصل له صور المعقولات الكلية وملكة الاقتدار بها على الإدراكات الجزئية وجعلها وسيلة لاكتساب الزخارف الدنية الدنيوية بالتسويلات النفسانية والتدليسات الشيطانية ولم يتصف بفضيلة الديانة والأمانة وعزل نفسه عن السلطنة والخلافة وترك تعليم الناس وإخراجهم من الضلالة والجهالة فهو ليس بعالم بالشريعة في الحقيقة، بل هو عالم خائن مفتون، والجاهل خير منه. (والأتقياء حصون) المراد أن الأتقياء هم الذين يجتنبون عما كره الله تعالى ويتورعون عما نهاه ولا يحومون حول ما ليس فيه رضاه وهم مع ذلك يقومون بما أمرهم الله به خائفين وجلين، حصون الإسلام يدفع الله بهم عن أهله عذابه كما روي عن أبي جعفر الثاني قال: " إن الله ليدفع بالمؤمن الواحد عن القرية الفناء " (1)، وفي رواية اخرى: " لو أن عبدا بكى في امة لرحم الله عز وجل تلك ________________________________________ 1 - الكافي - كتاب الإيمان والكفر (باب فيما يدفع الله بالمؤمن)، تحت رقم 2. (*) ________________________________________