[ 34 ] وأطلعهم على المكنون من غيب سره ". * الشرح: (فلما انقضت مدته واستكملت أيامه توفاه الله وقبضه إليه) تفصيل لقوله: " ودلهم - آخره - " والعطف للتفسير، قال الجوهري: " توفاه الله أي قبض روحه، والوفاة الموت " (وهو عند الله مرضي عمله وافر حظه عظيم خطره) أي قدره ومنزلته، والواو للحال عن مفعول " توفاه " (فمضى (صلى الله عليه وآله) وخلف في امته كتاب الله ووصيه أمير المؤمنين وإمام المتقين صلوات الله عليه) تصريح لما علم سابقا ولذلك صح التفريع، قال الجوهري: " خلف فلان فلانا إذا كان خليفته في قومه ومنه قوله تعالى: * (يا هارون اخلفني في قومي) * وقال المطرزي في المغرب: " خلفته خلافة كنت خليفته " وقال القاضي: الخليفة من يخلف عيره وينوب منابه، والهاء للمبالغة، والأنسب بالنظرهذه المعاني أن مفعول خلف محذوف وهو الضمير العائد إليه (صلى الله عليه وآله) والواو للحال بتقدير " قد " و " كتاب الله " وما عطف عليه فاعله، ويجوز أن يقرأ " خلف " بتشديد اللام ويجعل الواو للعطف، أي وجعلهما خليفته في امته ليقطع أعذارهم في ترك دين الحق ورفض العمل بما فيه بفقدهم من يرجعون إليه من التوقيف على الأسرار الشرعية، فإن المرجع إذا كان موجودا بينهم بعده (صلى الله عليه وآله) لم يبق لهم معذرة لاتباع الأهواء الباطلة، واقتفاء الاراء الفاسدة. (صاحبين مؤتلفين) حال عن الكتاب والوصي، أي لا يفارق أحدهما الآخر أصلا، الائتلاف مطاوع التأليف، يقال: ألفت بين الشيئين تأليفا فتألفا وائتلفا، وفيه إشارة إلى قوله (صلى الله عليه وآله) " إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي الحديث " (يشهد كل واحد لصاحبه بالتصديق) أي بسبب تصديق كل واحد ما يقول وينطق، فالقرآن يصدقه (عليه السلام) في كل ما يقول باعتبار اشتماله عليه ومن جملة ما يقوله (عليه السلام) تقدمه في خلافته، ووجوب إطاعته، والقرآن يشهد له بقوله * (إنما وليكم الله - الآية) * وبقوله * (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم) * إلى غير ذلك وهو (عليه السلام) يصدق القرآن فيما ينادي من اشتماله على كل ما كان وما يكون وما يحتاج إليه الامة إلى يوم القيامة لأنه عالم بظاهره وباطنه ومفهومه ومنطوقه وعامه وخاصه وناسخه ومنسوخه وأسراره كما يرشد إليه قوله تعالى * (ومن عنده علم الكتاب) * قوله تعالى * (فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) *. (ينطق الإمام عن الله في كتاب الله بما أوجب الله فيه على العباد من طاعته) خلق الله تعالى عباده للطاعة والانقياد له في كل ما أمر به ونهى عنه في الكتاب، وظاهر أن كل أحد لا يقدر على استنباط المقصود مه لكونه ظاهرا وباطنا، ورمزا وإشارة ومجملا ومفصلا، ومحكما ومتشابها، وعاما وخاصا، ومطلقا ومقيدا، ومفهوما ومنطوقا، وناسخا ومنسوخا، فلذلك وجب في الحكمة ________________________________________