[ 23 ] بأن المقصود هو الإشارة إليها بالنقل بالمعنى أو بأن ذلك من تغيير الراوي وتصرفه، ودفع الأول بأن قوله * (وبالوالدين إحسانا) * متعلق ب‍ " قال وأنا عنده "، لا بقول الله. فيكون كلامه (عليه السلام). ودفع الأخير بأنه يمكن أن يكون لفظ حسنا في أصل النزول * (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما) * (فقال: إن ذلك أعظم أن يأمر بصلتهما وحقهما على كل حال) الظاهر أن ضمير قال راجع إلى أبي عبد الله (عليه السلام) وذلك إشارة إلى قوله تعالى: * (وإن جاهداك) * وأعظم: فعل ماض، تقول: أعظمته وعظمته بالتشديد، إذا جعلته عظيما، وأن يأمر مفعوله بتأويل المصدر، والمراد بالأمر بالصلة هو الأمر السابق على هذا القول اللاحق له أعني قوله: * (اشكر لي ولوالديك) * وقوله: * (وصاحبهما) * واتبع فأفاد (عليه السلام) بعد قراءة قوله تعالى: * (وإن جاهداك) * أن هذا القول أعظم الأمر بصلة الوالدين وحقهما على كل حال حيث يفيد أنه تجب صلتهما وطاعتهما مع الزجر والمنع منها فكيف بدونه. * (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم) * فلا تطعهما (فقال: لا بل يأمر بصلتهما وإن جاهداه على الشرك ما زاد حقهما إلا عظما) ثم قرأ هذا القول وهو قوله تعالى: * (وإن جاهداك) * وأفاد بقوله " لا " أنه ليس المراد منه ظاهره وهو مجاهدة الوالدين على الشرك ونهى الولد عن إطاعتهما عليه بل يأمر الولد بصلة الوالدين وإن منعه المانعان عنها وما زاد هذا القول حقهما إلا عظما وفخامة وهذا الحديث بعد مبهم، وهم (عليهم السلام) قد يتكلمون بكلام مبهم للتقية أو لغرض آخر، وتوضيحه: أن صدر الآية في الحث على صلة الأبوين حقيقة، وآخرها وهو قوله تعالى: * (أن اشكر لي ولوالديك...) * في الحث على صلة الوالدين مجازا، وهو العالم الرباني المعلم للعلم والحكمة، وضمير التثنية في جاهداك ولا تطعهما راجع إلى أبي بكر وعمر، والمراد بالشرك بالرب ترك أمره بمتابعة ذلك العالم الرباني، يدل على ذلك ما رواه المصنف في باب نكت التنزيل، عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن بسطام بن مرة عن إسحاق بن حسان، عن الهيثم بن واقد عن علي ابن الحسين العبدي، عن سعد الإسكاف عن الأصبغ بن نباتة أنه سأل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن قوله تعالى: * (أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير) * فقال: الوالدان اللذان أوجب الله تعالى الشكر لهما اللذان ولدا العلم وورثا الحكم وأمر الناس بطاعتهما، ثم قال الله تعالى: * (إلي المصير) * فمصير العباد إلى الله تعالى، والدليل على ذلك الوالدان، ثم عطف القول على ابن حنتمة وصاحبه. أقول حنتمة بالحاء المهملة اسم ام عمر بن الخطاب وهي بنت هشام أخت أبي جهل فقال في الخاص والعام: * (وإن جاهداك على أن تشرك بي) * يقول في الوصية وتعدل عمن أمرت بطاعته ________________________________________