[ 21 ] الترمذي عن ابن عمر قال: " كانت لي زوجة أحبها وكان أبي يكرهها فأمرني بطلاقها فأبيت فذكر ذلك لرسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا عبد الله طلقها " قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح. 3 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سيف، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يأتي يوم القيامة شئ مثل الكبة فيدفع في ظهر المؤمن فيدخله الجنة، فيقال: هذا البر. * الشرح: قوله (مثل الكبة) الكبة بالفتح الجماعة من الناس والبر قد يراد به كمال الايمان قال الله تعالى: * (ولكن البر من اتقى) * وقد يراد به العفة، ويقابله الفجور، وقد يراد به الإحسان والطاعة للوالدين والرفق بهما وطلب ما يوجب سرورهما وترك ما يوجب حزنهما وهو داخل تحت العفة ومراد هنا. 4 - الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت: أي الأعمال أفضل ؟ قال: الصلاة لوقتها وبر الوالدين والجهاد في سبيل الله. * الشرح: قوله (أي الأعمال أفضل قال الصلاة) أريد بالأعمال الأعمال البدنية، فلا يرد أن معرفة الله ومعرفة شرائعه أفضل كما دل عليه بعض الروايات وصرح به الأصحاب ثم الأعمال المذكورة المتقدم منها أفضل من المتأخر بدليل خارج. 5 - علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن درست ابن أبي منصور، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: سأل رجل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما حق الوالد على ولده ؟ قال: لا يسميه باسمه، ولا يمشي بين يديه، ولا يجلس قبله ولا يستسب له. * الشرح: قوله (لا يسميه باسمه) لما فيه من التحقير وترك التعظيم والتوقير عرفا بل يسميه بالأب فيقول يا أبه أو أخبرني أبي أو باللقب والكنية وغير ذلك من الألفاظ الدالة على التوقير. قوله (ولا يمشي بين يديه ولا يجلس قبله) في المجالس أو عند إرادتهما الجلوس لما فيهما من التحقير وخلاف الآداب (ولا يستسب) أي لا يعرضه للسب ولا يجر السب إليه وذلك بأن يسب أبا زيد فيسب زيد أباه مجازاة، وحكم الأم في جميع ذلك حكم الأب، ويدل على ذلك أيضا قوله تعالى: * (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم) *. ولا ريب في أن ذلك فسق من وجوه أحدها أنه سب أبا زيد، وثانيها أنه صار سببا لسب أبيه، وثالثها أنه صار سببا لفعل زيد والبادي أظلم. وهل صدر منه كبيرة باعتبار سب أبيه أم لا قيل يحتمل الأول لأن سب الأجنبي كبيرة وسب الأب أقبح منه فيكون كبيرة بالطريق الأولى وفيه نظر لأنا لا نسلم أن سب الأجنبي ________________________________________