[ 412 ] الخيرات وهو كذلك لأن العارف بالله والسائر إلى الله قصده امور أربعة الأول هو الله تعالى وحده لا شريك له والكلمة الأولى إشارة إليه، والثاني تحصيل المثوبات الاخروية عند كمال الحاجة إليها، والكلمة الثانيه إيماء إليه، والثالث إصلاح حاله في الدنيا وتقويم شأنه وقت السير بتحصيل ما ينبغي وترك ما لا ينبغي بعون الله وتوفيقه، والكلمة الثالثة رمز إليه، والرابع العدل بين رفقائه والإنصاف فيما بينهم ليتمكن لهم السير إلى الله وتكمل نظامهم، وله مدخل عظيم في بقاء النوع والوصول إلى المقصود، والكلمة الرابعة إشارة إليه، وإذا تأملت في هذه الكلمات وجدت الحكمة العملية والنظرية مندرجة فيها وقد قسم ارسطاطا ليس العدل على ثلاثة أقسام الأول رعاية العبودية، والثاني رعاية حقوق المشاركة، والثالث رعاية حقوق الاسلاف، والكلمة الاولى في هذا الحديث إشارة إلى الأول، والكلمة الأخيرة إلى الاخيرين. * الأصل 14 - أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن إبن فضال، عن غالب بن عثمان، عن روح إن اخت المعلى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إتقوا الله وأعدلوا شرح فإنكم تعيبون على قوم لا يعدلون. * الشرح قوله (إتقوا الله واعدلوا) أي أطيعوا الله في أوامره ونواهية واعدلوا فيما بينكم ولا تجوروا (فإنكم تعيبون على قدم لا يعدلون) بين الناس فينبغي أن تعدلوا حتى لا يعيب عليكم غيركم ولئلا يتوجه عليكم اللوم والإنكار في قوله تعالى * (لم تقولون مالا تفعلون ". * الأصل 15 - عنه، عن إبن محبوب، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: العدل أحلى من الشهد وألين من الزبد وأطيب ريحا من المسك. * الشرح قوله (العدل أحلى من الشهد وألين من الزبد وطيب ريحا من المسك) رغب في العدل التابع للإعتدال في القوى الإنسانية لتشبيهه أو لا بالشهد وهو العسل في الحلاوة وميل الطبع وثانيا بالزبد في اللينة والزبد مثال قفل ما يستخرج بالمخض من لبن البقر والغنم وثالثا بالمسك في الريح المرغوب فيه وهذه المعاني وإن كانت في المشبه عقلية خفية عند الجاهلين لكنها كحسية جلية عند العارفين. * الأصل 16 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن عثمان بن جبلة، ________________________________________