[ 406 ] (باب الإنصاف والعدل) * الأصل 1 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن الحسن ابن حمزة، عن جده [ عن ] أبي حمزة الثمالي، عن علي الحسين صلوات الله عليهما قال: كان رسول الله يقول في آخر خطبته: طوبى لمن طاب خلقه وطهتر سجيته وصلحت سريرته وحسنت علانيته وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله وأنصف الناس من نفسه. * الشرح قوله (طوبى لمن طاب خلقه) أي الجنة أو طيب العيش في الدنيا والآخرة لمن طاب وحسن خلقه باتصافه بالأخلاق الحسنة (وطهرت سجيته) أي طبيعته عن الأخلاق القبيحة (وصلحت سريرته) أي قلبه بالعقايد الصالحة والنية الخالصة والمعارف الالهية (وحسنت علانية) بالأعمال الصحيحة والأفعال الحسنة (وانفق الفضل من ماله) باخراج الحقوق الواجبة والمندوبة أو الأعم منهما أو مما فضل من الكفاف. (وامسك الفضل من قوله) بحفظ لسانه عما لا يعنيه من فضول الكلام (وانصف الناس من نفسه) أي كان حكما على نفسه فيما كان بينه وبين الناس ورضي لهم ما رضى لنفسه وكره لهم ما كره لنفسه. وفي المصباح نصفت المال بين الرجلين انصفه من باب قتل قسمته نصفين وانصفت الرجل انصافا عاملته بالعدل والقسط والإسم النصفة بفتحين لأنك اعطيته من الحق ما تستحقه لنفسك. * الأصل 2 - عنه، عن محمد بن سنان، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من يضمن لي أربعة بأربعة أبيات في الجنة ؟ أنفق ولا تخف فقرا وأفش السلام في العالم واترك المراء وإن كنت محقا وأنصف الناس من نفسك. * الشرح قوله (من يضمن لي أربعة بأربعة أبيات في الجنة) الابيات جمع البيت وهو المسكن كالبيوت والضمان الالتزام يقال ضمنت المال وبه ضمانا فانا ضامن وضمين التزمته ويتعدى بالتضعيف يقال ضمنته المال تضمينا أي الزمته إياه والمعنى من يلتزم لي أربعة من الأعمال بسبب أربعة أبيات التزمتها له في الجنة، ثم أشار إلى الأعمال الاربعة على سبيل الاستيناف بقوله: ________________________________________