[ 404 ] 8 - أبو علي الأشعري، عن محمد عبد الجبار، عن ابن فضال، عن أبي جميلة عن محمد بن حمران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا هم أحدكم بخير أو صلة فإن عن يمينه وشماله شيطانين، فليبادر لا يكفاه عن ذلك. * الشرح قوله (إذا هم أحدكم بخير أو صلة فإن عن يمينه وشماله شيطانين فليبادر لا يكفاه عن ذلك) النفوس البشرية ناقرة عن العبادات لما فيها من المشقة الثقيلة عليها، وعن صلة الأرحام والمبرات لما فيها من صرف المال المحبوب لها فإذا هم أحدكم بشئ من ذلك مما يوجب وصوله إلى مقام الزلفى وتشرفه بالسعادة العظمى فليبادر إلى امضائه وليعجل إلى اقتنائه فإن الشيطان ابدا في ممكن ينتهض الفرصة لنفثه في نفسه الأمارة بالسوء ويتحرى الحيلة مرة بعد اخرى في منعها عن الارادات الصحيحة الموجبة لسعادتها وأمرها بالقبايح المورثة لشقاوتها ويجلب عليها خيله من جميع الجهات ليسد عليها طرق الوصول إلى الخيرات وهي مع ذلك قابلة لتلك الوساوس ومايلة بالطبع إلى هذه الخسايس فربما يتمكن منها الشيطان غاية التمكن حتى يصرفها عن تلك الإرادة ويكفها عن هذه السعادة وهذه الحالة مجربة مشاهدة في أكثر الناس. * الأصل 9 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: من هم بشئ من الخير فليعجله، فأن كل شئ فيه تأخير فإن للشيطان فيه نظرة. * الشرح قوله (فإن للشيطان فيه نظرة) في المصباح نظرت في الأمر تدبرت وانظرت الدين بالالف اخرته والنظرة مثل كلمة بالكسر اسم منه وفي التنزيل " فنظرة إلى ميسرة " أي فتأخير. * الأصل 10 - محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن علي بن أسباط، عن العلاء، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن الله ثقل الخير على أهل الدنيا كثقله في موازينهم يوم القيامة، وإن الله عز وجل خفف الشر على أهل الدنيا كخفة في موازينهم يوم القيامة. * الشرح قوله (إن الله ثقل الخير على أهل الدنيا كثقله في موازينهم يوم القيامة وإن الله عز وجل خفف الشر على أهل الدنيا كخفته في موازينهم يوم القيامة) المراد بأهل الدنيا كل من هو منها لامن هو طالب لها ومالك لزهراتها فقط ولكون الخير ثقيلا والشر خفيفا عليهم قل صدور الخير وكثر صدور ________________________________________