[ 391 ] ارتفاعي لا يؤثر عبد مؤمن هواي على هواه في شئ من أمر الدنا إلا جعلت غناه في نفسه وهمته في آخرته وضمنت السماوات والأرض رزقه وكنت له من وارء تجارة كل تاجر. * الشرح (وكنت له من وراة تجارة كل تاجر) الوراء فعال ولامه همزة عند سيبوبه وأبى عهلى الفارسي وياء عند المعامة وهو من ظروف المكان بمعنى قدام وخلف، والتجارة مصدر بمعنى البيع والشراء للنفع وقد يراد بها ما يتاجر فيه من الامتعة ونحوها على تسمية المفعول باسم المصدر، ولعل المراد أن كل تاجر في الدنيا للآخرة يجد نفع تجارته فيها من الجنة ونعيمها وحورها وقصورها، والله سبحانه بذاته المقدسة والتجليات اللائقة وراء هذا لهذا العبد الذي آثر هواه على هوى نفسه. وفيه دلالة على أن للزاهدين في الجنة نعمية روحانية أيضا، ويحتمل احتمالا بعيدا أن يكون كنت له كلاما تاما دالا على أنه تعالى هو الغاية لعمله ويكون ما بعده حالا لفاعل كنت دالا على أنه تعالى هو الرقيسب على عمل كل عامل، والمراد بجعل غناه في نفسه وهمتهن في آخرته كما في الخبر الآخر جعله غنيا في نفسه بإيصال رزقة إليه عن غيره تعالى وجهل همته وهي الإرادة والعزم القوى في أمر آخرته وهما أعظم المراتب الإنسانية إذ الإنسان بذلك الغنى لا يشاهد إلا ربه وبتلك الهمة يبلغ من حضيض النقص إلى أوج الكمال ويخجر من مذلة البعد إلى مقام الوصال. ________________________________________