[ 349 ] وإن كان في غاية النقصان لتعلقه بالإخيار والاشرار ولكونه سريع الزوال وسقوط رتبته عن الحب في الله بهذا الاعتبار لكنه مستحسن عقلا ومطلوب شرعا لأن له مدخلا أيضا في تحقق التآلف والتمدن. * الأصل 3 - ابن محبوب، عن أبي جعفر محمد بن النعمان الأحوال صاحب الطاق، عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ود المؤمن للمؤمن في الله من أعظم شعب الإيمان ألا ومن أحب في الله وأبغض في الله وأعطي في الله ومنع في الله فهو من أصفياء الله. * الشرح قوله (ود المؤمن للمؤمن في الله من أعظم شعب الإيمان) وددته أوده من باب تعب ودا بفتح الواو وضمها أحببته والإسم المودة. فسرت الشعبة بالخصلة وأصلها الطائفة والقطعة من الشئ وفي المصباح انشعبت أغصان الشجرة تفرعت عن أصلها وتفرقت ويقال هذه المسألة كثيرة الشعب أي التفاريع، والشبعة من الشجرة الغصن المتفرع منها والجمع الشعب مثل غرف والشعب من الشئ الطائفة منه والشعب بالكسر الطريق وقيل الطريق في الجبل. وفي الفائق الشعبة من الشئ ما تشعب منه أي تفرع كغصن الشجرة وشعب الجبل ما تفرق من رؤسها وعندي شعبة من كذا أي طائفة منه. إذا عرفت هذا فنقول للإيمان شعب كثيرة كالصلاة والزكاة والصوم والعقائد العقلية إلى غير ذلك من الأعمال والأخلاق والأداب الشرعية ومن أعظم ذلك ود المؤمن للمؤمن لحسن صورته الظاهرة بالأعمال الشرعية وصورته الباطنة بالأخلاق المرضية وكلما كانت الصور أحسن وأتم وجب أن يكون المودة أكمل وأعظم ولذلك وجب أن يكون المحبة للرسول وأئمة الدين والأوصياء الراشدين صلوات الله عليهم أجمعين في غاية الكمال ومن لوازم محبتهم متابعة أقوالهم وأعمالهم وعقائدههم وقوانينهم بقد الإمكان ثم بعد ذلك المحبة لاخوان الدين وخلص المؤمنين والعلماء والمتعلمين ومن آثراهم رعاية حالهم وتفقد أحوالهم واصلاح بالهم وقضاء حوائجهم والاهتمام بامورهم ومن داعى المحبة وليست له هذه الآثار فهو معدود من المنافقين والأشرار. * الأصل 4 - الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعه يقول: إن المتحابين في الله يوم القيامة على منابر من نور، قد أضاء نور وجوههم، ونور أجسادهم ونور منابرهم كل شئ حتى يعرفوا به، فيقال: ________________________________________