[ 342 ] لا تحب أن تحمد على التقوى. * الشرح قوله (من التواضع أن ترضى بالمجلس دون المجلس) وأن إقتضى شرفك صدره كما روى ذلك في وصف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (وإن تسلم على من تلقى) أي على كل من تلقى وإن لم يكن من معارفك إلا ما إستثنى مثل الكتابي والشابة إلا أن تأمن من نفسك أن يدخل فيها شئ ومع ذلك فترك السلام عليها راجح لما يأتي في باب التسليم على النساء (وإن تترك المراء وإن كنت محقا) أي وإن تترك المجادلة والمنازعه مع الخلق والطعن في قولهم ولو كانت في الدرس والمسائل العلمية وإن كنت محقا إلا أن تريد الهداية والإرشاد مع لين القول فإنه أقوى في التأثير، وفي المصباح ماريته أماريه مماراة ومراء جادلته ويقال ما ريته أيضا إذا طعنت في قوله تزييفا للقول وتصغيرا للقايل ولا يكون المراء إلا إعتراضا بخلاف الجدال فإنه يكون إبتداء وإعتراضا (وأن لا تحب أن تحمده على التقوى) لأن حب ذلك من آثار العجب والإدلال والإعتقاد بخروج النفس عن حد التقصير، وكل ذلك مذموم مهلك وقد ذكر أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصف المتقين المتواضعين أنهم " لا يرضون من أعمالهم القليل ولا يستكثرون الكثير فهم لأنفسهم متهمون ومن أعمالهم مشفقون، إذا زكى أحد منهم خاف مما يقال له فيقول أنا أعلم بنفسي من غيري وربي أعلم مني بنفسي اللهم لا تؤاخذني بما يقولون وإجعلني أفضل مما يظنون إغفر لي ما لا يعلمون ". * الأصل 7 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن علي بن يقطين، عمن رواه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أوحى الله عز وجل إلى موسى (عليه السلام) أن يا موسى تدري لم إصطفيتك بكلامي دون خلقي ؟ قال: يا رب ولم ذلك ؟ قال، فأوحى الله تبارك وتعالى إليه يا موسى إني قلبت عبادي ظهرا لبطن، فلم وجد فيهم أحدا أذل لي نفسا منك، يا موسى إنك إذا صليت وضعت خدك على التراب - أو قال: على الأرض -. * الشرح قوله (إني قلبت عبادي ظهرا لبطن) في المصباح قلبته قلبا من باب ضرب حولته عن وجهه وقلبت الرداء حولته وجعلت أعلاه أسفله وقلبت الشئ للإبتياع قلبا أيضا تصفحة فرأيت داخله وباطنه وقلبت الأمر ظهر البطن إختبرته ". * الأصل 8 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام): قال: مر ________________________________________