[ 328 ] (باب المداراة) * الأصل 1 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ثلاث من لم يكن فيه لم يتم له عمل: ورع يحجزه عن معاصي الله وخلق يدارى به الناس وحلم يرده به جهل الجاهل. * الشرح قوله (ثلاث من لم يكن فيه لم يتم له عمل) العمل التام هو العمل الخالص الغير المشوب بشئ يوجب فساده أو نقصانه وهذه الثلاث أو لها ورع يحجزه عن معاصي الله إذ من لم يكن له ورع يصدر منه المعاصي كثيرا فلا يكون عمله تاما بل مختلطا وثانيها خلق يدارى به لنسا أي يلاطفهم ويلاينهم ويحسن صحبتهم ويحتمل منهم كيلا يتنفروا عنه، ومن لم يكن له هذا الخلق لم يتم له عمل إذا كثيرا ما يصدر منها المكاشفة والخشونة والمناقشة والمجادلة والمقاومة وهذه الامور توجب فساد عمله أو نقصانه، وثالثها حلم يرد به جهل الجاهل أي ملكة لا تنفعل بها النفس عما صدر من الجاهل من السفاهة والايذاء والاستخفاف والاضرار بل ترد بها جميع ذلك بالعفو عنه قال بعض الحكماء: موضعان لا اعتذر من العى فيهما إذا خاطبت جاهلا وإذا سألت حاجة ومن لم يكن له حلم يصدر منه مثل ما صدر من الجاهل فلا يكون عمله تاما أيضا. * الأصل 2 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن الحسين ابن الحسن قال: سمعت جعفرا (عليه السلام) يقول: جاء جبرئيل (عليه السلام) إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا محمد ربك يقرئك السلام ويقول لك دار خلقي. * الشرح قوله (دار خلقي) وإن كانوا كفارا كما دل على قوله تعالى * (وقولا له قولا لينا " ومن جملة المداراة والملاطفة واستجلاب طبايعهم إلى الحق وتأنيسهم به بالحكمة والموعظة الحسنة قليلا قليلا على سبيل التلطف لا دفعة لئلا تشمئز عنه قلوبهم ولا يتنفر عنه طباعهم ولو لم يمكن تأنيسهم به أما لغموضه بالنسبة إلى أفعالهم أو لقوة اعتقادهم الباطل ينبغي أن يحملهم عليه بالحيل والتدبير والمقدمات الخطابية حتى يرجعوا من الجهل المركب إلى الجهل البسيط ثم ________________________________________