[ 316 ] فإكتسب الحلم لأن الحلم كساير الاخلاق قد يكون خلقيا وقد يكون كسبيا أو المراد فتكلف الحلم وأظهره فإن ذلك قد يجر إلى إكتساب الحلم والإتصاف به ويؤيده قول أمير المؤمنين (عليه السلام) " إن لم تكن حليما فتحلم فإنه قال من تشبه بقوم إلا أو شك أن يكون منهم " أراد (عليه السلام) إن الحلم أحسن وإن يكن فالتشبه بالحليم حسن. 7 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الله الحجال، عن إبن أبي عايشة قال: بعث أبو عبد الله (عليه السلام) غلاما له في حاجة فأبطأ، فخرج أبو عبد الله (عليه السلام) على أثره لما أبطأ، فوجده نائما، فجلس عند رأسه يروحه حتى إنتبه، فلما تنبه قال له أبو عبد الله (عليه السلام): يا فلان ! والله ما ذلك لك، تنام الليل والنهار، لك الليل ولنا منك النهار. * الأصل 8 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان، عن عمرو بن شمر عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله يحب الحيي الحلمى العفيف المتعفف. * الشرح قوله (إن الله يحب الحيي الحليم العفيف المتعفف) يعني أن الله يحب من كان فيه حياء يمنعه عن القبايح وخلاف الاداب وحلم يمنعه من الإضطراب عن توارد المركوهات وإيذاء الخلق والإقدام على الإنتقام وعفة في دينه ونفسه تبعثه على تحصيل الكفاف من المآكل والمشارب والمناكح والمساكن والملابس وغيرها على الوجه المشروع وتعفف يبعثه على الإكتفاء بحرفته وصنعته وحفظ فقره وعدم السؤال من غيره من بني نوعه كما روى عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال " من طلب الدنبا إستعفافا عن المسألة وسعيا على عياله وتعففا على جاره لقى الله تعالى يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر ". يحتمل أن يراد بالتعفف التأكيد والمبالغة في العفة وتحمل النفس على ذلك بنوع كلفة، وثمرة محبته تعالى آجلاهي الكرامة الأبدية وعاجلا هي إعانته على تلك الفضائل وإمداده وتوفيقه على زيادتها ودوامها كما روى عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) " من يستعفف يعفه الله الحديث ". * الأصل 9 - أبو علي الأشعري، عن محمد بن على بن محبوب، عن أيوب بن نوح، عن عباس بن عامر، عن ربيع بن محمد المسلى، عن أبي محمد، عن عمران، عن سعيد بن يسار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا وقع ________________________________________ = متوقفة على الالات كادراك الكلي والإختيار. (ش) (*) ________________________________________