[ 18 ] إلى جهة السفل وكان من أهل الإهانة ومن كان في يمينه كان بالعكس. قوله (فهابوها ولم يدخلوها) فعاصوا بعد التعليق بالابدان الصغيرة، أو المثالية كما عاصوا قبلة في عالم الأرواح الصرفة وكما يعصون بعد التعلق بهده الابدان الكثيفة الجسمية. قوله (وخلق منها آدم (عليه السلام)) فاسكن الفريقين في صلبة فلذا يخرج منه المؤمن والكافر وقد يكون للمؤمن الأخلاق الذميمة والأعمال الباطلة وللكافر الأخلاق الحسنة والأعمال الصالحة للابسة طينة كل منهما بالاخرى واكتساب رائحتها. قوله (فلن يستطع هؤلاء - الخ) لأنه وجب في علم الله تعالى انطباق حالهم في هذه العالم على حالهم في ذلك الوقت والعلم تابع للمعلوم بمعنى أنه لما كان هذا كان ذلك دون العكس وهذا معنى استطاعتهم على التبدل والتغير ولا يلزم منه الجبر. قوله (إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين) لكونه أول من امتثل بأمره بالدخول في النار وبالإقرار بالربوبية وبكل حق وصدق فوجب أن يكون أول من يعتقد له ولدا لو كان له ولد فلما لم يعتقده بل نفاه علم أنه ليس ولد، ويفهم منه أن جزاء الشرط محذوف وأن المذكور تعليل له قائم مقامه، أي لو كان للرحمن ولد فأنا أول من يقربه لأني أول العابدين. * الأصل (باب آخر منه) * الشرح قوله (باب آخر منه) هذا الباب مثل السابق إلا أنه يذكر فيه شيئا من تفاصيل التكليف الأول واختلاف الخلق وحكمة ذلك الإختلاف وغير ذلك مما يظهر بالتأمل. * الأصل 1 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن داود العجلي، عن زرارة، عن حمران، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله تبارك وتعالى حيث خلق الخلق خلق ماء عذبا وماء مالحا اجاجا، فامتزج الماءان، فأخذ طينا من أديم الأرض فعركه عركا شديدا، فقال لأصحاب اليمين وهم كالذر يدبون: إلى الجنة بسلام وقال لأصحاب الشمال: إلى النار ولا ابالي، ثم قال: ألست بربكم ؟ قالوا: بلي شهدنا أن تقولوا يوم القيامة: إنا كنا عن هذا غافلين، ثم أخذ الميثاق على النبيين، فقال: ألست بربكم وأن هذا محمد رسولي، وأن هذا علي أمير - المؤمين ؟ قالوا: بلي، فثبتت لهم النبوة وأخذ الميثاق على اولى العزم أنني ربكم ومحمد رسولي وعلي أمير المؤمنين ________________________________________