[ 3 ] بمنزلة المادة وسائر الأحوال بمنزلة الصورة. قوله (أخبرنا محمد بن يقعوب قال حدثني) لم يوجد في أكثر النسخ والوجه على، تقدير وجوده ما ذكرناه في اول الكتاب. قوله (ان الله عز وجل خلق النبيين) أي أوجدهم أو قدر وجودهم من طينة الجنة على تفاوت درجاتها، ونبينا (صلى الله عليه وآله) وأوصياؤه عليهم السلام خلقوا من طينة أعلاها كما سيجئ واضافة الطينة اما بتقدير اللام أوفى أو من. قوله (قلوبهم وأبدانهم) بيان أو بدل للنبيين لعل المراد بالقلب هنا الجسم المعروف (1) يعتلق به الروح أو لا فلا ينافي ما مر في باب خلق أبدان الأئمة من أن أجسادهم مخلوقة من طينة عليين وأرواحهم مخلوقة من فوق ذلك وهو نور العظمة كما في حديث آخر على أنه لو أريد به الروح لامكن الجمع بجعل الطينة مبدءا لها مجازا باعتبار القرب والتعلق أو بتخصيص النبيين بغيره (صلى الله عليه وآله)، ويؤيده خبر محمد بن مروان المذكور في ذلك الباب. قوله (وخلق قلوب المؤمنين) أي خلق قلوب المؤمنين من طينة عليين وهي جنة عدن وخلق أبدانهم من دون ذلك بدرجة ولذلك صارت قلوبهم ألطف لاوألين من أبدانهم، ووقع الاقتراب بالاقتفاء والافتراق في النبوة بينهم وبين النبيين. قوله (وخلق الكفار) أي خلق الكفار قلوبهم وأبدانهم من طينة جهنم على تفاوت دركاتها باعتبار تفاوت حالاتهم في العتو والطغيان، ولذلك صارت قلوبهم وقواهم في الغلظة والكثافة مثل أبدانهم ولم يذكر هنا اتباعهم لأن نوع: الكفر يشملهم بخلاف النبوة فإنها لا تشمل جميع المؤمنين. قوله (فخلط بين الطينتين) الظاهر أنه خلق منها آدم (عليه السلام) فمن هذا يلد المؤمن الكافر ويلد الكافر المؤمن فيخرج من المؤمن ما كان فيه من طينة سجين ويظهر منه ويخرج من الكاف رما كان فيه من طينة عليين، وهذا معنى قول أبي عبد الله (عليه السلام): ثم نزع هذه من هذه وهذه من هذه ولو لم يلد المؤمن الذي فيه شئ من طينة سجين كافرا ولا الكافر الذي فيه شئ من طينة عليين مؤمنا وقع ________________________________________ 1 - قوله " ولعل المراد بالقلب هنا الجسم المعروف " أقول وهو بعيد لأنه جعل مقابلا للابدان، فالمراد منه الأرواح ويدفع المنافاة بين الخبرين بتعميم العليين في الخبر الثاني بأن يكون المراد من العليين أعنى ما خلق منه أرواح الأئمة في هذا الخبر أعم من العليين الذي ذكر في الخبر السابق لأن عالم العليين عالم طاهر مقدس من أدناس المادة مع أنه ذو مراتب فجسمهم وروحهم كلاهما من عليين إلا أن أرواحهم من مرتبة أعلى منه فتارة أطلق عليون على المرتبة الدنيا خاصة وقيل أرواحهم من فوق ذلك وتارة أطلق على جميع المراتب فقيل أرواحهم وأبدانهم من عليين والله العالم. (ش) (*) ________________________________________