[ 4 ] من شرافة الذات ونورانيتها والكلمات الفاضلة والأخلاق الكاملة والأشراق التي تختص بها عقولهم والقدرة على ما لا يقدر عليه غيرهم من العلم بالأمور الغيبية والأسرار الإلهية والأخبار الملكوتية والآثار اللاهوتية والأطوار الناسوتية والأوضاع الفلكية والأوصاف الملكية والوقايع الخالية والبدائع الآتية والحالية والأحكام الغريبة والقضاء العجيبة، صعب في نفسه، مستصعب فهمه على الخلق، لا يؤمن به ولا يقبله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان وأعده بتطهيره وامتحانه وابتلائه بالتكاليف العقلية والنقلية وكيفية سلوك سبيله لحصول الإيمان الكامل بالله وبرسوله وبالأئمة وباليوم الآخر حتى يتحلى بالكمالات العلمية والعملية والفضائل الخلقية والنفسية ويعرف مبادئ كمالاتهم وقدرتهم وكيفية صدور مثل هذه الغرايب والعجائب عنهم، فيصدقهم ولا يستنكر ما ذكر من فضائلهم وما يأتون به من قول وفعل وأمر ونهي وإخبار ولا يتلقاهم بالتكذيب، كما كان جماعة من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) يفعلون ذلك معه فيما كان يخبر به من الفتن والوقايع حتى فهم ذلك منهم فقال: يقولون يكذب، قاتلهم الله فعلى من أكذب ؟ أعلى الله وأنا أول من آمن به، أو على رسوله وأنا أول من صدقه ؟ بل يحمل كل ما يقولون ويفعلون ويأتون به على وجهه وينسبه إلى مبدئه ويتلقاه بالقبول عليه ويحمله على الصواب إن عرفه ووجد له محملا صحيحا، وإن اشمأز قلبه وعجز عن معرفته تثبت فيه وآمن به على سبيل الإجمال وفوض علم كنهه إلى الله وإلى الرسول وإلى عالم من آل محمد ولا ينسبهم إلى الكذب، إذ كما أن للقرآن ظاهرا وباطنا ومحكما ومتشابها ومجملا ومفسرا كذلك ما صدر منهم، ومن نسبهم الى الكذب فقد كفر بالله العظيم، وقد أشار أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى ذلك بقوله: " أمرنا صعب مستصعب لا يعرف كنهه إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان. فإذا انكشف لكم أو وضح لكم أمر فاقبلوه وإلا فأمسكوا تسلموا، وردوا علمنا إلى الله فإنكم في أوسع ما بين السماء والأرض ". قوله: (فما ورد عليكم من حديث آل محمد (صلى الله عليه وآله) - إلى آخره - سواء دل ذلك الحديث على ________________________________________ = ويرى الملك والموجودات الغيبية وليس لأحد قوة مدركة لذلك وكذلك كل شئ معارض بشبهة ولا يتخلص عنها إلا من ارتاض وتمرن وساوس الاوهام من مدركات العقول والوهم متقيد بالعادات وانحاصر الحقيقة في حدود خاصة استأنسها فإذا فاجأها غير المأنوس أنكر واستوحش منه وعد قائله سفيها أو نسبه إلى الضلال والكفر اعني بكل ما يراه شر العقائد ومن نشأ زمنا طويلا من عمره على تعظيم الخلفاء يستوحش إذا سمع لعنهم قهرا لعادته لا لدليل دل عقله وينسب اللاعن إلى أشد ما يراه من العقائد. (ش) (*) ________________________________________