[ 417 ] * الأصل: 6 - محمد بن يحيى وأحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن، عن إبراهيم بن هاشم، عن عمرو بن عثمان، عن إبراهيم بن أيوب، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: بينا أمير المؤمنين (عليه السلام) على المنبر إذ أقبل ثعبان من ناحية باب من أبواب المسجد، فهم الناس أن يقتلوه، فأرسل أمير المؤمنين (عليه السلام) أن كفوا، فكفوا وأقبل الثعبان ينساب حتى انتهى إلى المنبر فتطاول فسلم على أمير المؤمنين (عليه السلام) فأشار أمير المؤمنين (عليه السلام) إليه أن يقف حتى يفرغ من خطبته، ولما فرغ من خطبته أقبل عليه فقال: من أنت ؟ فقال: أنا عمرو بن عثمان خليفتك على الجن وإن أبي مات وأوصاني أن آتيك فأستطلع رأيك وقد أتيتك يا أمير المؤمنين، فما تأمرني به وما ترى ؟ فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): أوصيك بتقوى الله وأن تنصرف فتقوم مقام أبيك في الجن، فإنك خليفتي عليهم، قال: فودع عمرو أمير المؤمنين (عليه السلام) وانصرف، فهو خليفته على الجن، فقلت له: جعلت فداك فيأتيك عمرو، وذاك الواجب عليه ؟ قال: نعم. * الشرح: قوله (إذ أقبل ثعبان) ضرب من الحيات طوال. قوله (ينساب) انسابت الحية مشت وجرت مسرعا. قوله (أنا عمرو بن عثمان (1) خليفتك على الجن) خليفتك بالجر بدل عن عثمان. ________________________________________ = (ش) (1) قوله " أنا عمرو بن عثمان " مما يستبعد في هذا الحديث تسمية الجن بأسماء العرب ولا ضير فيه لأن في رواية أخرى لهذه القصة درجان بن مالك بدل عمرو بن عثمان وهذا يدل على عدم ضبط الرواة وليس في رواية الإرشاد اسم الثعبان أصلا، وأما ظهور ثعبان في المسجد وعلي (عليه السلام) يخطب على المنبر واضطراب الناس ونهيه (عليه السلام) إياهم عن قتله وتسميته جنا وانسياب الثعبان وخفاؤه دفعة فمروي بطرق عديدة وإن اختلفت في تفاصيل القصة وضعف الإسناد منجبر بكثرة الطرق وليس في المضمون المشترك بين الروايات أمر ممتنع عقلا خصوصا رواية المفيد في الإرشاد فإن بناءه على رواية ما أيد بالقرائن من المعجزات العجيبة الخارقة للعادة لأمير المؤمنين (عليه السلام) وتشكيك بعضهم في القصة لا يعتد به لأن الاعتماد على المضمون المشترك بين الطرق لا على آحاد ما روى بالإسناد الضعيف وتأويل بعضهم بأنه (عليه السلام) سمى الثعبان جنا لأنه شوش خواطر المستمعين بالخوف وصرفهم عن إصغاء كلامه (عليه السلام) لا أنه جن واقعا، فبعيد عن ظاهر الروايات ولا يحتاج إليه بعدما نعلم وجود الجن ومكالمتهم وتمثلهم على ما ورد في القرآن والسنة، وأما عدم التمسك بهذه المعجزة في الاحتجاج على المخالف لكونها غير متواترة فهي كسائر المعجزات يحتج بنوعها لا بأفرادها. (ش) (*) ________________________________________