[ 390 ] بالفتحتين أو الضمتين في الكسرة وذكر الحديد على سبيل التمثيل وإلا فقد يكون العمود من خشب ونحوه. قوله (يرفع لصاحبك) الظاهر منه إمام عصره ويمكن إرادة الأعم منه. قوله (لكنه ملك موكل) الضمير راجع إلى العمود وظاهره أن العمود هو الملك الموكل برفع أعمال العباد، وعلى هذا يحمل المنار من النور المذكور في الأخبار السابقة على الملائكة الموكلين به لأن المبين يفسر المجمل، وتسميتهم أعمدة من باب إطلاق اسم أحد المتجاورين على الآخر أو من باب تسمية السبب باسم المسبب لأن العمود في الحقيقة نور الأعمال. قوله (لا تزال تجئ بالحديث الحق الذي يفرج الله به عنا) الفرج من الغم ونحوه، يقال: فرج الله غمك تفريجا، وفرج الله عنك غمك، يفرج بالكسر أي كشفه وأزاله، وعلى هذا كان المفعول محذوفا أي يفرج به الخفاء عنا، وفي بعض النسخ: يفرج الله به الحق عنا، ولابد فيه من اعتبار حذف المضاف أي يفرج به الخفاء الحق عنا فليتأمل. * الأصل: 8 - علي بن محمد، عن بعض أصحابنا، عن ابن أبي عمير، عن حريز، عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: للإمام عشر علامات: يولد مطهرا، مختونا، وإذا وقع على الأرض وقع على راحته رافعا صوته بالشهادتين، ولا يجنب، وتنام عيناه ولا ينام قلبه، ولا يتثاءب ولا يتمطى، ويرى من خلفه كما يرى من أمامه، ونجوه كرائحة المسك، والأرض موكلة بستره وابتلاعه، وإذا لبس درع رسول الله (صلى الله عليه وآله) كانت عليه وفقا، وإذا لبسها غيره من الناس طويلهم وقصيرهم زادت عليه شبرا، وهو محدث إلى أن تنقضي أيامه. * الشرح: قوله (يولد مطهرا مختونا) هذه علامة اولى، ويمكن أن يراد بالمطهر المطهر من رجس الحيض وبالمختون مقطوع الغلفة والسرة مجازا استعمالا للمقيد في المطلق لأن المختون مقطوع الغلفة ________________________________________ = المادية، ولا ريب أن ما يتبادر إلى الذهن من الألفاظ حجة في الأحكام العملية بمعنى أن صاحبه معذور إن عمل بما فهم من اللفظ وأما في الاعتقادات فربما يرد في القرآن والحديث ألفاظ لا يراد منه ظاهره كاللوح والقلم، فقد ورد أنهما ملكان، والذهن يتبادر من اللفظتين إلى المعنى المتداول، والعمود من النور في هذا الحديث كذلك ذهب ذهن السامعين إلى العمود العنصري إلى أن بينه الإمام وليس للاعتقادات وقت عمل حتى يقبح تأخير البيان عن وقت العمل، وتأخير البيان عن وقت الخطاب جائز، والوظيفة لأهل السلامة والتسليم أن يردوا تفصيل كل شئ لا يحتاج إلى علمه في العمل إلى الله والرسول ولا يتكلفوا بالتسرع إلى شرحه من عند نفسه سواء كان أوفق بظاهر اللفظ أم لا. (ش) (*) ________________________________________