[ 29 ] أو الأعم منه ومن الثالث لأن الثالث أيضا منبوذ إلى الرسل كما عرفت. * الأصل: 3 - علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن ضريس قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن لله عزوجل علمين: علم مبذول وعلم مكفوف. فأما المبذول فإنه ليس من شئ تعلمه الملائكة والرسل إلا نحن نعلمه وأما المكفوف فهو الذي عند الله عزوجل في أم الكتاب إذا خرج نفذ. * الشرح: قوله (علم مبذول وعلم مكفوف) العلم المبذول العلم بالشئ الذي قضاه وأمضاه وأظهره لخواص خلقه، والعلم المكفوف العلم بالشئ الذي فيه المشيئة فلا يقضيه ولا يمضيه إذا شاء ويقضيه ويمضيه إذا شاء، فإذا قضاه وأمضاه أظهره لهم وإذا أظهره نفذ، ولا يجري فيه البداء. قوله (في أم الكتاب إذا خرج نفذ) أي مضى لتعلق القضاء والإمضاء والإظهار به ومتى كان كذلك كان نافذا ماضيا، ولعل المراد بأم الكتاب اللوح المحفوظ أو التقدير الأزلي فإنه أم لجميع المكتوبات وأصل لجميع الموجودات. * الأصل: 4 - أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن النعمان، عن سويد القلا عن أبي أيوب، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن لله عزوجل علمين: علم لا يعلمه إلا هو، وعلم علمه ملائكته ورسله، فما علمه ملائكته ورسله (عليهم السلام) فنحن نعلمه. * الشرح: قوله (علم لا يعلمه إلا هو) يحتمل أن يراد به العلم بغير المحتوم فإنه لا يعلمه قبل أن يصير محتوما إلا هو، كما يحتمل أن يراد به العلم المختص به الذي لا يطلع عليه أحد من خلقه في وقت من الأوقات. ________________________________________