[ 8 ] الله عزيز حكيم) *. * الشرح: قوله (ومن حكم بأمر فيه اختلاف) قد مر معنى الاختلاف آنفا. قوله (فقد حكم بحكم الطاغوت) وهو الذي يتبع هواه ووساوس الشيطان ومن البين أن حكمه مخالف لحكم الله الذي لا اختلاف فيه وموافق لحكم الشيطان. قوله (إنه لينزل في ليلة القدر تفسير الأمور سنة سنة يؤمر) أي ولى الأمر (فيها) أي في ليلة القدر أو في تلك الأمور، وهذا بيان لتفسير الأمور وتفصيل له واعلم ان الاستدلال بسورة القدر على وجود إمام (1) في كل عصر يتوقف على استمرار حكمها وهو مذهبنا ومذهب العامة أيضا. قال عياض: سميت ليلة القدر ليلة القدر لتقدير الله تعالى فيها ما يكون في تلك السنة من الأرزاق والآجال وغير ذلك، والمراد بهذا التقدير إظهاره تعالى لملائكته مما يكون من أفعاله بما سبق به علمه وقضاؤه في الأزل، ولخواص خلقه بنفسه أو بواسطة الملائكة وهو المراد بقوله * (تنزل الملائكة والروح) * الآية، وقيل: سميت بذلك لعظمة قدرها، وقال المازري: أجمع من يعتد به على وجودها ودوامها إلى آخر الدهر لتظافر الأحاديث وكثرة رؤية الصالحين لها، وقال عياض: وشذ قوم فقالوا: كانت خاصة بهم ورفعت، لحديث " أنه أعلمها حتى تلاحا الرجلان فرفعت " (2)، ومعنى هذا عندنا أنه رفع علم عينها كما قال في آخر " فأنسيتها " انتهى. وقال المازري: واحتجاجهم بالحديث غلط لأن في آخره ما يرد عليهم قال فيه البخاري: فرفعت، وعسى أن يكون خيرا لكم فالتمسوها في السبع أو التسع، فلو أريد رفع وجودها لم يأمر بالتماسها انتهى. وبالجملة ظاهر القرآن وصريح رواياتنا ورواياتهم وصريح أقوال علمائنا وعلمائهم في أن حكم ليلة القدر مستمر إلى آخر الدهر والمنكر له مكابر. قوله (علم الله تعالى الخاص المكنون العجيب المخزون) أضاف هذا العلم إلى الله تعالى مع ________________________________________ (1) قوله " الاستدلال بسورة القدر على وجود الإمام " ولا يخفى أن سورة القدر لا تدل على وجود الإمام (عليه السلام) وساحة المعصوم بريئة عن نسبة هذا الاستدلال إليه وإنما هو خاطر اختلج في ذهن الحسن ابن عباس بن الحريش واستحسنه ونسبه إلى المعصوم وزعم أنه ابتكر مسألة في العلم، فإن قيل: دلالة السورة على الإمامة تعبد نأخذه من الإمام المعصوم وقوله حجة في دلالة القرآن وفي التفسير والتأويل، قلنا: هذا مصادرة فإنا في مقام الاستدلال بالقرآن على الإمامة، فالإمامة متوقفة على دلالة السورة ولو كانت دلالة السورة متوقفة على الإمامة لزم الدور وإنما يناسب هذا الاستدلال العوام وحشوية أهل الحديث دون الإمام المعصوم (ش). (2) رواه البخاري في كتاب الصوم باب فضل ليلة القدر. (*) ________________________________________