[ 337 ] المصلح بالدباغ من الإدام وهو ما يؤتدم به والجمع ادم بضمتين، قال ابن الانباري: معناه الذي يطيب الخبز ويصلحه ويلتذ به الأكل والأدم مثله والجمع آدام كحلم وأحلام. وقال ابن الأثير: الآدمة بالمد: جمع أديم مثل رغيف وأرغفة والمشهور في جمعه أدم. وقال الجوهري مثله. قوله (فيه علم النبيين) يحتمل أن علومهم في صحيفة والصحيفة في ذلك الوعاء كما يحتمل أنها مكتوبة فيه. قوله (والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد) أي وجه واحد من وجوه المعاني والأحكام بل فيه علم ما يكون من الحوادث اليومية وأحوال الجنة والنار وأهلهما. وأحوال أبيها ومكانه وأحوال ذريتها وما يجري عليهم وأحوال شيعتهم إلى يوم القيامة، قال بعض الأفاضل: فإن قلت في القرآن أيضا بعض ذلك، قلت: لعله لم يذكر فيه ما في القرآن من الأخبار. فإن قلت: يظهر من خير الحسين بن أبي العلاء اشتماله على الأحكام قلت: لعل من الأحكام ما ليس في القرآن. فإن قلت: قد ورد في الأخبار أن القرآن مشتمل على جميع العلوم، قلت: لعل المرادما نفهم من القرآن ولذا قال: " قرآنكم ". قوله (قال: ما يحدث بالليل والنهار) فإن قلت: قد ثبت أن كل شئ في القرآن وأنهم عالمون بجميع ما فيه، وأيضا قد ثبت بالرواية المتكاثرة أنهم يعلمون جميع العلوم فما معنى هذا الكلام وما وجه الجمع ؟ قلت: أولا: الوجه فيه ما رواه سماعة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال " إن لله علمين: علم أظهر عليه ملائته وأنبياءه ورسله، فما أظهر عليه ملائكته ورسله وأنبياء فقد علمناه، وعلما أستأثر به فإذا بدا لله في شئ منه أعلمنا ذلك وعرض على الأئمة الذين كانوا من قبلنا " ويؤيده أيضا ما روي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " يبسط لنا العلم فنعلم ويقبض عنا فلا نعلم - الحديث " وما رواه أبو الربيع الشامي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " الإمام إن شاء أن يعلم علم " (1) وملخصه أن علمهم ببعض الأشياء فعلي وببعضها بالقوة القربية بمعني أنه يكفي في حصوله توجه نفوسهم القدسية وهم يسمعون هذا جهلا لعدم حصوله بالفعل، وبهذا يجمع بين الروايات التي دل بعضها على علمهم بجميع الأشياء وبعضها على عدمه، وما نحن فيه من هذا القبيل فإنه يحصل لهم في اليوم والليلة عند توجه نفوسهم القادسة إلى عالم الأمر علوم كثيره لم تكن حاصلة بالفعل، وثانيا: أن علومهم بالأشياء التي توجد علوم إجمالية ظلية وعند ظهور ها عليهم في الأعيان كل يوم وليلة علوم شهودية حضورية، ولا شبهة في أن الثاني مغاير للأول وأكمل منه، والله أعلم. ________________________________________ 1 - سيأتي جميع تلك الأخبار في الأبواب الآتية. (*) ________________________________________