بن بطال شماتة الأعداء ما ينكأ القلب وتبلغ به النفس أشد مبلغ وقد قال هارون لأخيه عليهما السلام فلا تشمت بي الأعداء لا تفرحهم بما تصيبني به وعن بريدة رضي الله عنه قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقول اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد سأل الله باسمه الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب أخرجه الأربعة وصححه بن حبان وعن بريدة رضي الله عنه قال سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يقول اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد سأل الله باسمه الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب أخرجه الأربعة وصححه بن حبان الأحد صفة كمال لأن الأحد الحقيقي ما يكون منزه الذات عن أنحاء التركيب والتعدد وما يستلزم أحدهما كالجسمية والتحيز والمشاركة في الحقيقة ومتصفا بخواصها كوجوب الوجود والقدرة الذاتية والحكمة الناشئة عن الألوهية والصمد السيد الذي يصمد إليه في الحوائج ويقصد والمتصف به على الإطلاق هو الذي يستغني عن غيره مطلقا وكل ما عداه محتاج إليه وليس ذلك عنه إلا الله تعالى ووصفه بأنه لم يلد معناه لم يجانس ولم يفتقر إلى ما يعينه أو يخلف عنه لامتناع الحاجة والفناء عليه وهو رد على من قال الملائكة بنات الله ومن قال عزير بن الله والمسيح بن الله وقوله لم يولد أي لم يسبقه عدم فإن قلت المعروف تقدم كون المولود مولودا على كونه والدا فكان هذا يقتضي أن يقال الذي لم يولد ولم يلد قلت القصد الأصلي هنا نفي كونه تعالى ليس له ولد كما ادعاه أهل الباطل ولم يدع أحد أنه تعالى مولود فالمقام مقام تقديم نفي ذلك فإن قلت فلم ذكر ولم يولد مع عدم من يدعيه قلت تعميما لتفرد الله تعالى عن مشابهات المخلوقين وتحقيقا لكونه ليس كمثله شيء والكفؤ المماثل أي لم يكن أحد يماثله في شيء من صفات كماله وعلو ذاته وفي الحديث دليل على أنه ينبغي تحري هذه الكلمات عند الدعاء لإخباره صلى الله عليه وسلم أنه إذا سئل بها أعطى وإذا دعي بها أجاب والسؤال الطلب للحاجات والدعاء أعم منه فهو من عطف العام على الخاص وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبح يقول اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور وإذا أمسى قال مثل ذلك إلا أنه قال وإليك المصير أخرجه الأربعة وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبح يقول اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور وإذا أمسى قال مثل ذلك إلا أنه قال وإليك المصير أخرجه الأربعة الظرف متعلق بمقدر أي بقوتك وقدرتك وإيجادك أصبحنا أي دخلنا في الصباح إذ أنت الذي أوجدتنا وأوجدت الصباح ومثله أمسينا والنشور من نشر الميت إذا أحياه وفيه مناسبة لأن النوم أخو الموت فالإيقاظ منه كالإحياء بعد الإماتة كما ناسب في المساء ذكر المصير لأنه ينام فيه والنوم كالموت وفيه الإقرار بأن كل إنعام من الله تعالى وعن أنس قال كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار متفق عليه وعن أنس رضي الله عنه قال كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار متفق عليه قال القاضي عياض إنما كان يدعو بهذه الآية لجمعها معاني الدعاء كله من أمر الدنيا والآخرة