ثمانية وعشرين طريقا ليس فيها طريق صحيح وحكى أيضا عن أحمد وبن معين وبن أبي خيثمة أنهم قالوا لم يصح فقد أجاب السيد محمد بن إبراهيم الوزير عن هذا بقوله الاسترواح إلى ذكر هذا الخلاف الساقط من غير بيان لبطلانه من مثل بن حجر عصبية شنيعة فأما بن الجوزي فلم يعرف هذا الشأن وقد ذكر الذهبي في ترجمته في التذكرة كثرة خطئه في مصنفاته فهو أجهل وأحقر من أن ينتهض لمعارضة أئمة الحديث وفرسانه وحفاظه كابن عبد البر والبخاري ومسلم والحميدي وقد رواه كاملا أبو داود والترمذي والذهبي والحاكم وبن خزيمة والقرطبي والإسماعيلي والبرقاني وأمثالهم وقد ذكر جملة منهم تواتره وصحته وجماعة منهم إجماع أهل السنة وأهل الفقه وأهل العلم على ذلك وذكره القرطبي في آخر تذكرته والحاكم في علوم الحديث له وحكاه عن بن خزيمة المعروف بإمام الأئمة ولم يحك أحد عنهم خلافا في ذلك وأما الذهبي فإنه حقق صحة دعواه بما أورده من الطرق الصحيحة الجمة والمنع من الصحة بمجرد العصبية من غير حجة صنيع من لا علم له بل من لا عقل له ولا حياء انتهى قلت ولا يخفى أن بن الجوزي نقل عن أحمد عدم صحته وليس له هو قدح في صحته حتى يقال إنه أحقر من أن ينتهض لمعارضة أئمة الحديث وفرسانه وحفاظه فالأولى في الجواب عن نقل بن الجوزي ما قاله السيد محمد أيضا أنه قد روى يعقوب بن شيبة الإمام الثقة الحافظ عن أحمد بن حنبل أنه قال فيه إنه حديث صحيح سمعه عنه يعقوب وقد سئل عنه ذكره الذهبي في ترجمة عمار في النبلاء ويؤيده أنه رواه أحمد عن جماعة كثيرة من الصحابة وكان يرى الضرب على روايات الضعاف والمنكرات وهذا يدل على بطلان ما حكاه بن الجوزي وإلا فغايته أنه قد تعارض عن أحمد القولان فيطرح وفي تصحيح غيره ما يغني عنه كما لا يخفى وأما الحكاية عن بن معين وبن أبي خيثمة فإنه رواها المصنف بصيغة التمريض ولم ينسبها إلى راو فيتكلم عليها والحديث دليل على أن الفئة الباغية معاوية ومن في حزبه والفئة المحقة علي رضي الله عنه ومن في صحبته وقد نقل الإجماع من أهل السنة بهذا القول جماعة من أئمتهم كالعامري وغيره وأوضحناه في الروضة الندية وعن بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تدري يا بن أم عبد كيف حكم الله فيمن بغى من هذه الأمة قال الله ورسوله أعلم قال لا يجهز على جريحها ولا يقتل أسيرها ولا يطلب هاربها ولا يقسم فيؤها رواه البزار والحاكم وصححه فوهم لأن في إسناده كوثر بن حكيم وهو متروك وصح عن علي من طرق نحوه موقوفا أخرجه بن أبي شيبة والحاكم وعن بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تدري يا بن أم عبد هو بن مسعود لأنه المعروف بذلك وكأنه رواه عنه بن عمر رضي الله عنهما أو سمع النبي صلى الله عليه وسلم يحدثه كيف حكم الله فيمن بغى من هذه الأمة قال الله ورسوله أعلم قال لا يجهز على جريحها أي لا يتمم قتل من كان جريحا من البغاة ولا يقتل أسيرها ولا يطلب هاربها ولا يقسم فيؤها رواه البزار والحاكم وصححه فوهم لأن في إسناده كوثر بفتح الكاف وسكون الواو ومثلثة مفتوحة فراء بن حكيم وهو متروك وصح عن علي نحوه من طرق موقوفا أخرجه بن أبي شيبة والحاكم في الميزان كوثر بن حكيم عن عطاء ومكحول وهو كوفي نزل حلب قال بن معين ليس بشيء وقال أحمد بن حنبل أحاديثه بواطيل انتهى قال بن عدي