فيجوز تملكها على المشهور وكما يكره تملك الذات يكره تملك الغلة كما أشار له بقوله ( ولا يركبها ) إن كانت دابة ولو تصدق بها على ولده ( أو يأكل من غلتها ) كثمرتها ولبنها ويلحق بالركوب مطلق الاستعمال وبالأكل من الغلة الشرب والانتفاع الصوف ( وهل ) الكراهة مطلقا ولو رضي الكبير أو ( إلا أن يرضى الابن الكبير ) الرشيد ( بشرب اللبن ) أو بغيره من الغلات لوالده المتصدق فيجوز ( تأويلان ) وأما الولد الصغير فلا عبرة برضاه بل تبقى الكراهة معه كالسفيه وظاهره أن غير الولد تبقى معه الكراهة ولو رضي اتفاقا والذي في المدونة أنه لا يجوز لمن تصدق بصدقة على أجنبي أن ينتفع بأكل ثمرتها أو شرب لبنها أو ركوبها أو نحو ذلك وظاهرها المنع وهو ظاهر إن كان بغير رضا الأجنبي وأما برضاه فيحمل عدم الجواز على الكراهة وفي الرسالة أنه يجوز وحمل على ما لا ثمن له عندهم أو له ثمن تافه وعلى الابن الكبير بناء على أحد التأويلين فيه ( وينفق ) بالبناء للمفعول ( على أب ) أو أم تصدق على ولده ( افتقر ) نعت لأب ( منها ) نائب فاعل ينفق أي من الصدقة التي تصدق بها على ولده لوجوب الإنفاق على الولد حينئذ أي يجوز الإنفاق منها وإن كان عند الولد مال غيرها وإلا تعين عليه الإنفاق منها ويقضي عليه بذلك فلذا جعلنا ينفق مبنيا للمفعول لأنه أظهر في الشمول ( و ) للأب ( تقويم جارية ) مالت نفسه إليها بعد أن تصدق بها على ولده الصغير ( أو عبد ) تصدق به عليه ( للضرورة ) وهي تعلق نفسه بها للوطء في الأمة واحتياجه للعبد