@ 406 @ كل عبادة .
وكذا يخطب الإمام خطبتين بينهما جلسة معلما للمناسك التي من زوال عرفة إلى زوال يوم التشريق وهي الوقوف بعرفات والمزدلفة ورمي الجمار والنحر وغير ذلك في اليوم التاسع من ذي الحجة قبل الظهر بعرفات بالكسر والتنوين فإنها منصرفة بالإجماع ويجوز منع صرفه للعلمية والتأنيث لأن تنوين الجمع تنوين المقابلة لا التمكن فصار اسما لموضع واحد يقال له عرفة وقيل أنها من الأسماء المرتجلة فإن عرفة لا تعرف في أسماء الأجناس كما في القهستاني .
و يخطب خطبة واحدة بلا جلسة بعد الظهر معلما لباقي المناسك الذي هو رمي الجمار والنزول بالمحصب وغيره ولو قال ثم بمكان الواو فيهما لكان أولى .
في اليوم الحادي عشر بمنى يفصل بين خطبتين بيوم .
وقال زفر يخطب في ثلاث متواليات أولها يوم التروية وآخرها يوم النحر وأجيب بأن يوم التروية ويوم النحر يوما اشتغال فإذا صلى الفجر يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة وإنما سمي بها لأن الخليل عليه الصلاة والسلام رأى ليلة كأن قائلا يقول إن الله تعالى يأمرك بذبح ابنك هذا فلما أصبح روى أي تفكر في ذلك الأمر أنه من الله أم لا فسمي يوم التروية ثم عرف في اليوم التاسع أنه منه تعالى فسمي عرفة ثم رآه في الليلة العاشرة فهم بنحر ولده فسمي يوم النحر خرج من مكة إلى منى .
وفي المفيد والمزيد يستحب أن يتوجه إلى منى بعد الزوال وهو أحد قولي الشافعي والصحيح هو الأول فإذا دخل منى يقول اللهم هذا مني وهذا مما دللتنا عليه من المناسك فمن علينا بجوامع الخيرات وبما مننت على إبراهيم خليلك ومحمد حبيبك وبما مننت على أوليائك وأهل طاعتك فإني عبدك وناصيتي بيدك جئت طالبا لمرضاتك .
ويستحب أن ينزل مسجد الخيف فيقيم بها أي بمنى إلى صلاة فجر يوم عرفة ويمكث إلى طلوع الشمس وهذا سنة ثم يتوجه إلى عرفات فيقيم بها وهي على ستة أميال من منى تقريبا ويقول عند التوجه اللهم إليك توجهت وعليك توكلت وجهة جبل الرحمة أردت فاجعل ذنبي مغفورا وحجي مبرورا