@ 19 @ الوجوب ولنا قوله صلى الله عليه وسلم لما انتهى إلى مقام إبراهيم عليه الصلاة والسلام قرأ واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى فصلى ركعتين فقرأ فاتحة الكتاب وقل يا أيها الكافرون ) ^ وقل هو الله أحد ) ^ ثم عاد إلى الركن فاستلمه ثم خرج إلى الصفا + ( رواه أحمد ومسلم ) + فنبه صلى الله عليه وسلم أن صلاته كانت امتثالا لأمر الله تعالى والأمر للوجوب وقال السدي وقتادة أمروا أن يصلوا عند المقام قال رحمه الله ( للقدوم وهو سنة لغير المكي ) واللام في قوله للقدوم متعلق بقوله طف فيما تقدم أي طف للقدوم وقد بينا وجهه وقوله وهو سنة لغير المكي أي طواف القدوم سنة لغير أهل مكة وقال مالك هو واجب لقوله صلى الله عليه وسلم من أتى البيت فليحيه بالطواف أمر وهو للوجوب ولنا أنه صلى الله عليه وسلم سماه تحية بقوله فليحيه فلا يفيد الوجوب لأن التحية في اللغة اسم لإكرام يبدأ به الإنسان على سبيل التبرع كلفظ التطوع فلا يدل على الوجوب وإن كان يدل على صيغة الأمر كقوله أكرموا الشهود ولا يلزمنا وجوب رد السلام بقوله تعالى ! 2 < وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها > 2 ! لأنه ليس بابتداء إحسان وإنما هو مجازاة لسلامه الأول أو نقول المأمور به الجواب المقيد بأحسن وذلك ليس بواجب ولأن أركان الحج لا تتكرر وطواف الزيارة ركن بالإجماع ولو كان هذا فرضا لتكرر وقوله سنة لغير المكي لأنه على من يقدم وأهل مكة لا يقدمون فلا يكون سنة في حقهم كالجالس في المسجد في حق تحية المسجد وإذا فرغ منها يقول اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات واغفر لي ذنوبي وقنعني بما رزقتني وبارك لي فيما أعطيتني واخلف على كل غائبة لي بخير ويستحب له أن يدعو بعد صلاته خلف المقام بما يحتاج إليه من أمور الدنيا والآخرة ثم يأتي زمزم فيشرب من مائها ويتضلع منه ويفرغ الباقي في البئر ويقول عند ذلك اللهم إني أسألك رزقا واسعا وعلما نافعا وشفاء من كل داء قال صلى الله عليه وسلم ماء زمزم لما شرب له وقد جعله الله تعالى طعاما لإسماعيل وأمه ويكره أن يجمع بين أسبوعين فصاعدا قبل أن يصلي الركعتين بينهما عند أبي حنيفة ومحمد وهو مذهب عمر وجماعة أخر وقال أبو يوسف لا بأس به إن انصرف عن وتر مثل أن ينصرف عن ثلاثة أسابيع أو خمسة أو سبعة ثم إذا أراد أن يسعى بين الصفا والمروة عاد إلى الحجر الأسود فاستلمه لما روي أنه صلى الله عليه وسلم استلم الركن ثم خرج فيما + ( رواه النسائي ) + قال رحمه الله ( ثم اخرج إلى الصفا وقم عليه مستقبلا البيت مهللا مكبرا مصليا على النبي صلى الله عليه وسلم داعيا ربك بحاجتك ) لما روى جابر أنه صلى الله عليه وسلم بدأ بالصفا فرقى عليه حتى رأى البيت فاستقبل القبلة ووحد الله تعالى وكبره وقال لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ثم دعا