@ 10 @ سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس عجبا لاختلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في إهلاله فقال إني لأعلم الناس بذلك إنما كانت منه حجة واحدة فمن هناك اختلفوا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجا فلما صلى في مسجده بذي الحليفة ركعتيه أوجب في مجلسه فأهل بالحج حين فرغ من ركعتيه فسمع بذلك منه أقوام فحفظوا عنه ثم ركب فلما استقلت به ناقته أهل فأدرك ذلك منه أقوام فحفظوا عنه وذلك أن الناس إنما كانوا يأتون أرسالا فسمعوه حين استقلت به ناقته يهل فقالوا إنما أهل حين استقلت به ناقته ثم مضى فلما علا على شرف البيداء أهل فأدرك ذلك أقوام فقالوا إنما أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم حين علا على شرف البيداء وأيم الله لقد أوجبه في مصلاه فأزال الإشكال وأما النية فهي شرط لجميع العبادات فلا بد منه لقوله تعالى ! 2 < وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين > 2 ! والإخلاص بالنية وذكر ما يحرم به من الحج أو العمرة باللسان ليس بشرط كما في الصلاة ولو ذكر وقال نويت الحج وأحرمت به لله تعالى لبيك إلى آخرها كان أولى لموافقة القلب اللسان كما في الصلاة قال رحمه الله ( وهي لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك , إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ) أي التلبية أن يقول لبيك إلخ كذا حكى ابن عمر تلبية النبي صلى الله عليه وسلم + ( متفق عليه ) + وقال محمد بن الحسن والكسائي والفراء وثعلب بكسر الهمزة من قوله إن الحمد لأنه ابتداء كلام لما قال لبيك استأنف كلاما آخر زيادة ثناء وتوحيد والفتح تعليل كأنه قال لبيك اللهم لأن الحمد والنعمة لك فيكون بناء على ما تقدم فلا يكون فيه كثير مدح وبالكسر ابتداء ثناء فكان الأولى والمحكي عن أبي حنيفة وآخرين فتحها وبالكسر لا يتعين الابتداء لأنه يجوز أن يكون تعليلا ذكره صاحب الكشاف كقوله تعالى ! 2 < إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح > 2 ! وكقوله صلى الله عليه وسلم إنها من الطوافين والطوافات والتلبية إجابة لدعوة الداعي واختلفوا في الداعي من هو قيل هو الله لقوله تعالى ! 2 < فاطر السماوات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم > 2 ! وقيل هو رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله صلى الله عليه وسلم إن سيدا بنى دارا واتخذ فيها مأدبة وبعث داعيا أراد به نفسه والأظهر أنه الخليل عليه الصلاة والسلام كما حكى مجاهد أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام لما قيل له ! 2 < وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر > 2 ! قال يا رب كيف أقول قال قل يا أيها الناس أجيبوا ربكم فصعد جبل أبي قبيس فنادى يا أيها الناس أجيبوا ربكم فأجابوه لبيك اللهم لبيك في صلب آبائهم وأرحام أمهاتهم فكان ذلك أول التلبية فمن أجاب منهم مرة حج مرة ومن أجاب مرتين حج مرتين وعلى هذا يحجون بعدد ما أجابوا ومن لم يجب لم يحج ولبيك وردت بلفظ التثنية والمراد بها تكثير الإجابة مرة بعد مرة واختلفوا في معناها قيل معناها أنا أقيم في طاعتك إقامة بعد إقامة من ألب بالمكان ولب به إذا أقام ولزمه ولم يفارقه وقيل معناها اتجاهي وقصدي إليك من قولهم داري تلب دارك أي تواجهها وقيل معناه محبتي لك من قولهم امرأة لبة إذا كانت محبة لزوجها أو عاطفة على ولدها وقيل معناه إخلاصي لك من قولهم حسب لباب إذا كان خالصا ومنه لب الطعام ولبابه وقيل معناها الخضوع من قولهم أنا ملب بين يديك أي خاضع وقيل قربا منك وطاعة لأن الإلباب القرب قال رحمه الله ( وزد فيها ولا تنقص ) أي زد على هذه الألفاظ ما شئت ولا تنقص منها شيئا وقال الشافعي رحمه الله في رواية الربيع