@ 124 @ ولغيره من المؤمنين وهذا أحسن من قول بعضهم ودعا لنفسه لأن من السنة أن لا يخص نفسه بالدعاء وهو سنة لما روينا ولقوله تعالى ! 2 < فإذا فرغت فانصب > 2 ! أي فاجتهد في الدعاء قاله ابن عباس ومعناه فإذا فرغت من أركان الصلاة أو قاربت الفراغ منها كقوله تعالى ! 2 < فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن > 2 ! أي قاربن بلوغ الأجل وقال صلى الله عليه وسلم إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليتعوذ بالله من أربع من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال قال رحمه الله ( لا كلام الناس ) أي لا يدعو بكلام الناس وقال الشافعي يجوز أن يدعو في الصلاة بكل ما جاز خارجها من الدنيا فيقول اللهم ارزقني دراهم وجارية صفتها كذا وخلص فلانا من السجن وأهلك فلانا لما روي أنه صلى الله عليه وسلم كان يدعو على رعل وذكوان وعلى قبائل من العرب وروي عن ابن عمر أنه قال إني لأدعو في صلاتي حتى بشعير حماري وملح بيتي ولنا قوله صلى الله عليه وسلم إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس وإنما هي التسبيح والتهليل وقراءة القرآن + ( رواه مسلم ) + وما رواه محمول على الابتداء حين كان الكلام مباحا فيها ولأن ما ذكرنا محرم وما ذكره مبيح والمحرم مقدم على المبيح ولأن ما روينا قول وما رواه فعل والقول مقدم على الفعل لما عرف في موضعه وأما ابن عمر فيحتمل أنه ما بلغه هذا الحديث أو تأوله فإن قيل هذا الدعاء لا يدخل في كلام الناس لأنه ليس بخطاب لآدمي قلنا لا يشترط في كلام الناس المخاطبة ألا ترى أن من قال قرأت الفاتحة أو نحو ذلك من كلام الناس تبطل صلاته وإن لم يكن ذلك خطابا لآدمي بأن لم يكن بحضرته أحد يخاطبه ثم الأصل فيه أن كل ما لا يستحيل سؤاله من العباد فهو كلامهم وما يستحيل فليس بكلامهم وقيل كل ما كان في القرآن أو معناه لا يفسد كقوله اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات وما ليس في القرآن يفسد كقوله اللهم اغفر لزيد وعمرو ولعمي وخالي ولو قال اللهم ارزقني من بقلها وقثائها وفومها لا تفسد لأنه موجود في القرآن ولو قال اللهم ارزقني بقلا وقثاء وفوما تفسد لأنه ليس في القرآن وكل ما ذكرناه أنه يفسد إنما يفسد إذا لم يقعد قدر التشهد في آخر الصلاة وأما إذا قعد فصلاته تامة ويخرج به من الصلاة على ما يأتي في موضعه إن شاء الله تعالى قال رحمه الله ( وسلم مع الإمام كالتحريمة عن يمينه ويساره ناويا