يدخل كافرهم النار إجماعا ( و ) يدخل ( مؤمنهم الجنة ) خلافا لأبي حنيفة في أنه يصير ترابا وأن ثوابه النجاة من النار كالبهائم .
وهم فيها على قدر ثوابهم خلافا لمن قال لا يأكلون ولا يشربون فيها أو أنهم في ربض الجنة أي ما حولها .
قال في المنتهى وشرحه وتنعقد بهم الجماعة إلا الجمعة ( قال الشيخ ونراهم ) أي الجن ( فيها ) أي الجنة ( ولا يروننا ) فيها عكس ما في الدنيا ( وليس منهم رسول ) وأما قوله تعالى ! < يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم > ! فهي كقوله ! < يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان > ! وإنما يخرجان من أحدهما وكقوله ! < وجعل القمر فيهن نورا > ! وإنما هو في سماء واحدة .
قال ابن حامد الجن كالإنس في التكليف والعبادات .
قال ومذاهب العلماء إخراج الملائكة من التكليف والوعد والوعيد .
وقال الشيخ تقي الدين ليس الجن كالإنس في الحد والحقيقة فلا يكون ما أمروا به وما نهوا عنه مساويا لما على الإنس في الحد والحقيقة .
لكنهم شاركوهم في جنس التكليف بالأمر والنهي والتحليل والتحريم بلا نزاع أعلمه بين العلماء اه .
ويقبل قولهم أن ما بيدهم ملكهم مع إسلامهم فتصح معاملتهم .
ولا دليل على المنع منه .
ويجري التوارث بينهم وكافرهم كالحربي يجوز قتله إن لم يسلم .
ويحرم عليهم ظلم الآدميين وظلم بعضهم بعضا .
وتحل ذبيحتهم وبولهم وقيئهم طاهران .
وأما ما يذبحه الآدمي لئلا يصيبه أذى من الجن فمنهي عنه والمشهور أن للجن قدرة على النفوذ في بواطن البشر .
لقوله صلى الله عليه وسلم إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم وكان الشيخ تقي الدين إذا أتي بالمصروع وعظ من صرعه وأمره ونهاه فإن انتهى وفارق المصروع أخذ عليه العهد أن لا يعود .
وإن لم يأتمر ولم ينته ولم يفارقه ضربه حتى يفارقه .
والضرب يقع في الظاهر على المصروع وإنما يقع في الحقيقة على من صرعه .
ولهذا يتألم من صرعه به ويصيح .
ويخبر المصروع إذا أفاق بأنه لم يشعر بشيء من ذلك .
قال في الفروع