ويقرأ ( المعوذتين ) لما روي عن عقبة بن عامر قال : أمرني النبي صلى الله عليه وسلم أن أقرأ المعوذات دبر كل صلاة له طرق وهو حديث حسن أو صحيح رواه أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي وقال : غريب قال بعض أصحابنا : وفي هذا سر عظيم في دفع الشر من الصلاة إلى الصلاة قاله في الفروع ( ويدعو ) الإمام ( بعد فجر وعصر لحضور الملائكة ) أي ملائكة الليل والنهار ( فيهما فيؤمنون ) على الدعاء فيكون أقرب للإجابة ( وكذا ) يدعو بعد ( غيرهما من الصلوات ) لأن من أوقات الإجابة : إدبار المكتوبات ( ويبدأ ) الدعاء ( بالحمد لله والثناء عليه ) لقوله صلى الله عليه وسلم : إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد ربه والثناء عليه ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بما شاء رواه أبو داود والنسائي والترمذي وصححه ( ويختم ) دعاءه ( به ) أي بالحمد لقوله تعالى : ! < وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين > ! ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم أوله وآخره قال الآجري : ووسطه لخبر جابر قال : قال صلى الله عليه وسلم : لا تجعلوني كقدح الراكب فإن الراكب يملأ قدحه ثم يضعه ويرفع متاعه فإن احتاج إلى شراب شرب أو الوضوء توضأ وإلا أهراقه ولكن اجعلوني في أول الدعاء وأوسطه وآخره ( ويستقبل ) الداعي ( غير إمام هنا القبلة ) لأن خير المجالس : ما استقبل به القبلة ( ويكره للإمام ) استقبال القبلة ( بل يستقبل ) الإمام ( المأمومين ) لما تقدم : أنه ينحرف إليهم إذا سلم ( ويلح ) الداعي في الدعاء لحديث : إن الله يحب الملحين في الدعاء ( ويكرره ) أي الدعاء ( ثلاثا ) لأنه نوع من الإلحاح ( و ) الدعاء ( سرا أفضل ) منه جهرا لقوله تعالى : ! < ادعوا ربكم تضرعا وخفية > ! لأنه أقرب إلى الإخلاص ( ويعم به ) أي بالدعاء لقوله صلى الله عليه وسلم لعلي : يا علي عمم الحديث ( ومن آداب الدعاء : بسط يديه ورفعهما إلى صدره ) لحديث مالك بن يسار مرفوعا : إذا سألتم الله فاسألوه ببطون أكفكم ولا تسألوه بظهورها رواه أبو داود بإسناد حسن وتكون يداه مضمومتين لما روى الطبراني في الكبير عن ابن عباس : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دعا ضم كفيه وجعل بطونهما مما يلي وجهه وضعفه في المواهب ويكون متطهرا ويقدم بين يدي حاجته التوبة والاستغفار ( ويدعو بدعاء معهود ) أي مأثور إما من القرآن أو السنة أو عن الصحابة أو