@ 318 @ .
قال : ولو حلف أن لا يشتري فلاناً ، أو لا يضربه ، فوكل في الشراء أو الضرب حنث ما لم تكن له نية . .
ش : لأن فعل الوكيل قائم مقام فعل الموكل ، فكأنه هو ، والدليل على أن الفعل يضاف إلى الموكل قال الله تعالى : 19 ( { محلقين رؤوسكم } ) وقال : 19 ( { ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله } ) وقال رسول الله : ( اللهم ارحم المحلقين ) ولا ريب في تناول ذلك لمن حلق رأسه بأمره ، ولو حلف لا يدخل داراً ، فأمر من حمله وأدخله إليها حنث ، والخرقي رحمه الله ذكر الصورتين على سبيل المثال ، ولينبه بهما على مذهب المخالف ، والحكم منوط بما إذا حلف لا يفعل شيئاً ، وإنما ذكر هاتين الصورتين على سبيل المثال ، إذ الشافعي يخالف فيهما في الجملة ، والنعمان يخالف في صورة البيع دون الضرب ، ثم محل هذه المسألة إذا لم يكن ثم نية أو ما يقوم مقامها من قرينة حال ونحو ذلك ، أما مع النية أو بدلها فإن الحكم يناط بها ويعتمد عليها والله أعلم . .
قال : وإذا حلف بعتق أو طلاق أو لا يفعل شيئاً ففعله ناسياً حنث . .
ش : قد تقدمت هذه المسألة في قوله : وإن فعله ناسياً فلا شيء عليه إذا كانت اليمين بغير الطلاق والعتاق ، والخلاف فيها فلا حاجة إلى إعادتها ، والله أعلم . .
قال : ومن حلف فتأول في يمينه فله تأويله إذا كان مظلوماً ، فإن كان ظالماً لم ينفعه تأويله ، لما روي عن النبي أنه قال : ( يمينك على ما يصدقك به صاحبك ) . .
ش : التأويل أن يقصد بلفظه ما يخالف ظاهره مع احتمال اللفظ له ، كأن يحلف أنه أخي وينوي بذلك أخوة الإسلام ، قال الله تعالى : 19 ( { إنما المؤمنون إخوة } ) أو المشابهة استعارة ، أو يحلف أنه كان تحت سقف ، وينوي به السماء ، قال الله تعالى : 19 ( { وجعلنا السماء سقفا محفوظا } ) أو يحلف أنه كان على فراش أو بساط ، مريداً بذلك الأرض ، قال سبحانه : 19 ( { والأرض فرشناها } ) وقال سبحانه : 19 ( { والله جعل لكم الأرض بساطا } ) أو يحلف ما لفلان عندي وديعة ، مريداً ب ( ما ) الذي ، أو ما فلان ههنا ، ويريد موضعاً معيناً ، ونحو ذلك مما هو سائغ في اللغة ، مع أن السابق إلى فهم السامع خلافه . .
ولا يخلو المتأول من ثلاثة أحوال . ( أحدها ) أن يكون الحالف مظلوماً ، كأن يستحلفه ظالم على شيء لو صدقه لناله أو مسلماً أو ذمياً ضرر ، فهذا له تأويله بلا ريب . .
3714 لما روى سويد بن حنظلة رضي الله عنه قال : خرجنا نريد رسول الله ، ومعنا وائل بن حجر ، فأخذه عدو له ، فتحرج القوم أن يحلفوا ، وحلفت أنا