فيرضاه ويحبه مفعولا مخلوقا لله ويبغضه ويكرهه فعلا للمذنب المخالف لأمر الله وهذا كما نقول فيمن خلقه من الأجسام الخبيثة قال فمن فهم هذا الموضع انكشف له حقيقة هذا الأمر الذي حارت فيه العقول وكره لمصاب تغيير حاله أي حصيلته من خلع رداء ونحوه كعمامة وغلق حانوته وتعطيل معاشه لما في ذلك من إظهار الجزع قال ابن الجوزي في قوله تعالى ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها اعلم أنه من علم أنه ما قضي لا بد أن يصيبه قل حزنه وفرحه وقال إبراهيم الحربي اتفق العقلاء من كل أمة أن من لم يتمش مع القدر لم يتهن بعيش و لا يكره جعل علامة عليه ليعرف فيعزى أي لتتيسر التعزية المسنونة لمن أرادها ولا يكره هجره أي المصاب لزينة وحسن ثياب ثلاثة أيام لما يأتي في الإحداد وسئل أحمد يوم مات بشر عن مسألة فقال ليس هذا يوم جواب هذا يوم حزن ولا يكره بكاء على ميت قبل موت وبعده للأخبار وأخبار النهي محمولة على بكاء معه ندب ونياحة قال المجد وإنه كره كثرة البكاء والدوام عليه أياما كثيرة بل استحباب البكاء رحمة للميت سنة صحيحة لما في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم لما فاضت عيناه لما رفع له ابن بنته ونفسه تتقعقع كأنها في شنة أي لها صوت وحشرجة كصوت ما ألقي في قربة بالية قال له سعد ما هذا يا رسول الله قال هذه رحمة جعلها الله في قلوب