وحرم جعل القرآن بدلا من الكلام مثل أن يرى رجلا جاء في وقته فيقول ثم جئت على قدر يا موسى فلا يجوز أن يستعمل القرآن في غير ما هو له لما فيه من التهاون وعدم المبالاة بتعظيمه واحترامه وقال الشيخ تقي الدين إن قرأ عندما يناسبه فحسن كقول من دعي لذنب تاب منه ما يكون لنا أن نتكلم بهذا وكقوله عند إصابته وعند ما أهمه إنما أشكو بثي وحزني إلى الله و كقوله لمن استعجله خلق الإنسان من عجل فهذا وأمثاله مما هو مناسب لمقتضى الحال جائز لأنه لا تنقيص فيه ولا يجوز نظر في كتب أهل الكتاب نصا لأنه صلى الله عليه وسلم غضب حين رأى مع عمر صحيفة من التوراة وقال أفي شك أنت يا ابن الخطاب الحديث ولا النظر في كتب أهل بدع و لا النظر في كتب مشتملة على حق وباطل ولا روايتها لما في ذلك من ضرر إفساد العقائد ويتجه جواز نظر في كتب أهل البدع لمن كان متضلعا من الكتاب والسنة مع شدة تثبت وصلابة دين وجودة فطنة وقوة ذكاء واقتدار على استخراج الأدلة لرد عليهم وكشف أسرارهم وهتك أستارهم لئلا يغتر أهل الجهالة بتمويهاتهم الفاسدة فتختل عقائدهم الجامدة وقد فعله أئمة من خيار المسلمين وألزموا أهلها بما لم يفصحوا عنه جوابا وكذلك نظروا في التوراة واستخرجوا