الدعاء كله لله والنذر كله لله والذبح كله لله والاستغاثة كلها لله وجميع العبادات كلها لله .
وقال تعالى : { له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء } .
وتحققت أن رسول الله ( A ) قاتلهم ليكون الدعاء كله لله والنذر كله لله والذبح كله لله والإستغاثه كلها بالله وجميع أنواع العبادات كلها لله .
وعرفت : أن اقرارهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم في الإسلام وأن قصدهم الملائكة والأنبياء والأولياء يريدون شفاعتهم والتقرب إلى الله بذلك هو الذي أحل دماءهم وأموالهم عرفت حينئذ التوحيد الذي دعت إليه الرسل وأبى عن الإقرار به المشركون .
وهذا التوحيد هو معنى قولك لا إله إلا الله فإن الإله عندهم هو الذي يقصد لأجل هذه الأمور سواء كان ملكا أو نبيا أو وليا أو شجرة أو قبرا أو جنيا لم يريدوا أن الإله هو الخالق الرازق المدبر فإنهم يعلمون أن ذلك لله وحده كما قدمت لك .
وإنما يعنون بالإله مايعني المشركون في زماننا بلفظ السيد فأتاهم النبي ( A ) يدعوهم إلى كلمة التوحيد وهي : لا إله إلا الله .
والمراد من هذه الكلمة معناها لامجرد لفظها .
والكفار الجهال يعلمون : أن مراد النبي ( A ) بهذه الكلمة هو : إفراد الله تعالى بالتعلق والكفر بما يعبد من دون الله والبراءة منه فإنه لما قال لهم قولوا : لاإله إلا الله قالوا : { أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب } .
فإذا عرفت : أن جهال الكفر يعرفون ذلك فالعجب ممن يدعي الإسلام وهو لايعرف من تفسير هذه الكلمة ماعرفه جهال الكفار بل يظن أن ذلك هو التلفظ بحروفها من غير إعتقاد القلب لشيء من المعاني .
والحاذق منهم يظن أن معناها : لايخلق ولايرزق إلا الله ولايدبر الأمر إلا الله .
فلا خير في رجل جهال الكفار أعلم منه بمعنى لاإله إلا الله