370 - وحدثني عبد الله بن محمد ثنا بشر بن السري ثنا معاوية عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة الحضرمي قال سمعت أبا الدرداء Bه يقول Y سئل رسول الله A أفي كل صلاه قراءة قال نعم فقال رجل من الأنصار وجبت هذه قال النبي A اقرأوا إن شئتم فالقراءة لا تكون إلا من الناس وقد تكلم الله بالقرآن من قبل وكلامه قبل خلقه وسئل الني A أي الصلاة أفضل قال طول القنوت فذكر النبي A أن بعض الصلاة أطول من بعض وأخف وأن بعضهم يزيد على بعض في القراءة وبعضهم ينقص وليس في القراءة زيادة ولا نقصان فأما التلاوة فإنهم يتفاضلون في الكثرة والقلة والزيادة والنقصان وقد يقال فلان حسن القراءة ورديء القراءة ولا يقال حسن القرآن ورديء القرآن وإنما نسب إلى العباد القراءة لا القرآن لأن القرآن كلام الرب جل ذكره والقراءة فعل العبد ولا يخفى معرفة هذا القدر إلا على من أعمى الله قلبه ولم يوفقه ولم يهده سبيل الرشاد وليس لأحد أن يشرع في أمر الله D بغير علم كما زعم بعضهم أن القرآن بألفاظنا وألفاظنا به شيء واحد والتلاوة هي المتلو والقراءة هي المقروء فقيل له إن التلاوة فعل التالي وعمل القارئ فرجع وقال ظننتهما مصدرين فقيل له هلا أمسكت كما أمسك كثير من أصحابك ولو بعثت إلى من كتب عنك فاسترددت ما أثبت وضربت عليه فزعم أن كيف يمكن هذا وقد قلت ومضى فقيل له كيف جاز لك أن تقول في الله D شيئا لا يقوم به شرح وبيان إذا لم تميز بين التلاوة والمتلو فسكت إذا لم يكن عنده جواب * قال الإمام أبو عبد الله C فإن اعترض جاهل لا يترفع بقوله فقال إن النبي A لما قال لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب دل أن القراءة في الصلاة قيل له إنك قد أغفلت الأخبار المفسرة المستفيضة عند أهل الحجاز وأهل العراق وأهل الشام وأهل الأمصار عن رسول الله A إنما قال النبي A لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب فأوضح أن قراءة القاريء وتلاوته غير المقروء والمتلو وإنما المتلو فاتحة الكتاب لا اختلاف فيه بين أهل العلم وإن لم يعلم هذا المعترض اللغة فليسأل أهل العلم من أصناف الناس كما قال الله D يهدي إلى الرشد إن فقه وفهم فما تحملنا على كثرة الإيضاح و الشرح إلا معرفتنا بعجمة كثير من الناس ولا قوة إلا بالله