من جهة اليسرى بل لا يليق أن يشار إليه لا من جهة العلو والفوقية ثم الإشارة هي بحسب الكون وحدوثه وتسفله فالإشارة تقع على أعلى جزء من الكون حقيقة وتقع على عظمة الإله تعالى كما يليق به لا كما تقع على الحقيقة المعقولة عندنا في أعلا جزء من الكون فإنها إشارة إلى جسم وتلك إشارة إلى إثبات إذا علم ذلك فالاستواء صفة كانت له سبحانه في قدمه لكن لم يظهر حكمها إلا عند خلق العرش كما أن الحساب صفة قديمة له لا يظهر حكمه إلا في الآخرة وكذلك التجلي في الآخرة لا يظهر حكمه إلا في محله .
تنبيه إذا علم ذلك فالأمر الذي تهرب المتأولة منه حيث أولوا الفوقية بفوقية المرتبة والاستواء بالاستيلاء فنحن أشد الناس هربا من ذلك وتنزيها للباري تعالى عن الحد الذي يحصره فلا يجد بحد يحصره بل يحد تتميز به عظمته وذاته ليس مخلوقاته والإشارة إلى الجهة إنما هو بحسب