فالعالم صورته وهو روح العالم المدبر له فهو الإنسان الكبير .
فإياك أن تتقيد بعقد وتكفر بما سواه فيفوتك خير كثير بل يفوتك العلم بالأمر على ما هو عليه فكن في نفسك هيولى لصور المعتقدات كلها .
وفي الكلمة الشعيبية فلهذا قال لمن كان له قلب فعلم تقلب الحق في الصور بتقلبه في الأشكال فمن نفسه عرف نفسه وليست نفسه بغير لهوية الحق .
ولا شيء من الكون مما هو كائن ويكون بغير لهوية الحق بل هو عين الهوية وفي الهارونية وكان موسى أعلم بالأمر من هارون لأنه علم ما عبده أصحاب العجل .
لعلمه بأن الله تعالى قد قضى أن لا يعبد إلا إياه .
وما حكم الله تعالى بشيء إلا وقع فكان عتب موسى أخاه هارون لما وقع الأمر في إنكاره وعدم اتساعه فإن العارف من يرى الحق في كل شيء بل يراه عين كل شيء .
إلى غير ذلك من الكفريات والهذيانات التي أودعها في الكتاب المذكور .
فكيف يجوز إسنادها إلى النبيبل ذلك من أبطل المحال أما على ما هو المفهوم من التراكيب الوضعية فظاهر .
وكذا إن فرض فرضا أن المراد غير ما يفهم من ظاهر تركيبه إذ من المحال أن يأمر النبيبعد مضى ستمائة سنة من زمن تقرير شريعته التي مهدها هو وأصحابه بكلام ظاهرها إبطالها ومخالفتها وباطنه موافقتها وتحقيقها سيما عند فساد الزمان وظهور الاعتقادات الفاسدة