[ 3 ] لا يخفى شذاها الا على الخياشيم الجاسيه والقلوب القاسيه والصدور الغليلة القاليه اردت ان اشرحه شرحا يذلل صعابه ويكشف نقابه ويوضح اغلاق لفظه ومعناه ويبين اعماق قشره ومغزاه وما تقاعدت في منازل تفسير ظاهره وتنزيله بل استشرفت إلى ذروة مقام باطنه وتاويله إذ التفسير بلا تأويل كصباحة بلا ملاحة بل كشبح بلا روح وقد دعاه اشرف الخلق لا كرم احبائه بقوله اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل واستمد في ذلك باطنا وظاهرا من جنابهم واقتبس معنى وصورة من مشكوة انوار خطابهم إذ عطاياهم لا يحمل الا مطاياهم وما ربهم لا توقر الا مراكبهم كل ذلك بعون الله وحسن توفيقه انه خير موفق ومعين قال (ع) بسم الله الرحمن الرحيم يا من دلع لسان الصباح بنطق تبلجه في بعض النسخ اللهم يا من دلع اللهم اصله يا الله فالميم عوض عن يا ولذا لا يجتمعان وقيل اصله يا الله امنا بالخير أي اقصدنا به فخفف بحذف حرف النداء ومتعلقات الفعل والهمزة وعلى أي تقدير فهو مجمل يفصله الاوصاف التى بعده فيكون فيه اشارة إلى مقامي التفصيل في الاجمال والاجمال في التفصيل والكثرة في الوحدة والوحدة في الكثرة والله اصله.. لمناسبة ان الدايرة افضل الاشكال واصلها وانه لا نهاية لها لان تناهى الخط بالنقطة وان البدو والختم فيها واحد وقد تكتب بالدايرتين اشارة إلى الجمال والجلال وقد تكتب بدايرة واحدة اشارة إلى اتحاد صفاته تعالى هذه هي المناسبة بحسب الرسم واما بحسب اللفظ والنطق فلانها الجارية على انفاس الحيوانات كلها سواء كانت اهل الذكر والعلم بالعلم التركيبي اولا بل بالعلم البسيط ثم اعرب بالضمة اشارة إلى ترفع المسمى تعالى شانه ثم تارة اشبع اشارة إلى انه فوق التمام وانه فوق ما لا يتناهى بما لا يتناهى عدة ومدة وشدة فصار هو قل هو الله احد وتارة الحق لام الاختصاص والتمليك فصار له فله الخلق والامر ثم اشبع فتح اللام اشارة إلى ان من عنده الفتوح التام فصار لاه ثم الحق لام التعريف اشارة إلى تشخصه الذاتي ومعروفيته لما سواه كما قال تعالى افي الله شك فاطر السموات والارض فصار الله وفى هذا الاسم الاعظم اسرار لا تحصى وكلمة يا هي هو لان كل واحد منهما احد عشر والعدد روح والحرف جسد فهو سار في جميع الاسماء المفتتحة بها وهى التى في التركيب الابتثى ؟ خاتمة الحروف فجعلت فاتحة الاسماء التى هي مفاتيح الغيب وفواتح الاشياء واقدمها اشارة إلى ان الاول هو الاخر والاخر هو الاول ________________________________________