[ 285 ] وتلك المراتب كالعلم العنائى والعلم القلمى والعلم اللوحى المحفوظى والعلم اللوحى المحوى والاثباتى اما العنائى فهو على التحقيق جامعية ذلك الوجود الشديد الاكيد البسيط الحقيقة كل الوجودات بنحو اعلى سابقا على كل المراتب المبدعة فضلا عن المرتبة الكيانية وعلى مذهب كثير من الحكماء حتى حكماء الاسلام كالشيخين وغير هما فالعلم العنائى صور مرتسمة في الذات سابقة على كل المبدعات والكاينات وتكون فعلية منشأ لوجود المعلوم ولسبقها على الكل قال انكسيمايس اول اسم ورسم حصل كان الصور العلمية ثم ان الاعيان الثابتة اللازمة للاسماء الحسنى عند العرفاء والمهيات المتقررة عند المعتزلة منزلتها هذه المنزلة واما العلم القلمى فسبقه ايضا معلوم مقرر لكونه بسيط الحقيقة جامعا لوجودات ما دونه بنحو اعلى واسبق على المراتب التى تحته كانطواء الحروف في المداد التى في راس القلم واما اللوحى المحفوظ فباعتبار انه لا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين سابق على ما بعده سبق نفس الكل على غيره واما اللوحى المحوى والاثباتى فهو الصور الجزئية التى في النفوس المنطبعة السابقة على الصور الكونية سبق كتاب المحو والاثبات على سجل الوجود ومحوها واثباتها باعتبار انها بجهة تعلقها حكمها حكم الطبيعة السيالة الممحوة آنا والمثبتة آنا اخر فمحوها واثباتها ليسا بزوال وانطباع طاريين أو نسخ وتبديل مجددين كما في النفوس الساهية الذاهلة الارضية بل بتجدد امثال كما في جنبتها الطبيعية ولو لم نقل بتجدد الطبيعة وحركتها الجوهرية فلا اقل من حركتها الوضعية والكيفية في جنبتها الجسمية ومحو واثبات في هيئتها الجسمانية يستتبع المحو والاثبات في علومها الجزئية المنطبعة ولو اشكل عليك سابقية علمه تعالى على المعلوم على منهج الاشراق حيث ان علمه تعالى بوجود الاشياء عين وجودها واضافته العلمية عين اضافته الاشراقية وعلمه عين قدرته قلت هذا علمه التفصيلي عندهم واما علمه الكمالى الاجمالي فهو عندهم عين وجود ذاته تعالى لا عين وجود الاشياء ومعلوم ان وجوده تعالى سابق على كل الوجودات فذلك العلم الكمالى الاجمالي سابق على كل المعلومات وهذا العلم الكمالى متفق عليه بينهم وبين غيرهم لا ينكره احد وانما كان كماليا لان علوه تعالى ومجده وبهاؤه بذاته التى هي هذا العلم لا بغيرها والمشاؤن ايضا ينادون بذلك ويصرحون مرارا بان علوه بذاته وعلمه الذاتي لا بتلك الصور المرتسمة وانما كان اجماليا أي من حيث انه علم بالغير واما من حيث انه علم بذاته فمعلوم انه علم تفصيلي بذاته لان ذاته شيئ واحد لا يسوغ فيه شئ وشيئ فذلك الشيئ الواحد ________________________________________