[ 4 ] ولا بد من الاعتراف بأن (منتدى النشر) هو وليد تلك الفكرة ونتيجة طبيعية لتلك الحركة، بعد أن مضغتها النوادي النجفية بأشداقها مدة من الزمن، ما زادها نضجا وأعدها للهضم، فانتهز فرصتها زمرة من الروحيين، وقد عرفوا من أين تؤكل الكتف. وما هي إلا خاطرة تحولت في يومها إلى عقيدة فعزيمة فعمل وضع موضع التنفيذ، استنادا على إذن وزارة الداخلية الجليلة بتأسيسه، حتى كان منتدى النشر، فكان معقد الآمال، وفيه الهدف الذي صوبت له سهام تلكم الافكار. ولا بد هنا ألا ننسى فضل رجال العلم واساتذته الذين انتسبوا لهذه المؤسسة وهي في إبان نشأتها الاولى، حتى انتظمت من الجميع كتلة صالحة ومجمع علمي يكفل بتحقيق أغراض سامية، ونهضة علمية مباركة، لا غنى للمسلمين اليوم عنها وخاصة عراقنا المحبوب الذي يطلع طلع الثقافة العالية، وينتظر حركة النشر الكافلة بحياته الادبية. والله تعالى يأخذ بأيدي العاملين باكورة الاعمال هذا الكتاب: وكان أول تفكير مجلس الادارة من يوم انعقاده أن يتقدم للامة بكتاب فخم من تراث الآباء، جامعا بين فضيلتي العلم والادب، وخدمتي الدين ولغة الضاد، ليفتتح به المنتدى أعماله. وبعد سرعة التنقيب أياما فتحت لنا مكتبة العلامة الكبير شيخنا الهادي من آل كاشف الغطاء أبوابها، ولبت نداء الواجب في نشر العلم، وإذا بدرة يتيمة احتفظ بها الدهر، وثمالة من تراث مجيد طوح به الزمان إلا هذا الجزء الذي بأيدينا، قابعا ________________________________________